============================================================
لطائف المنن والخفى والصديق والولى، فاد الوقت لا يكدر أنوارهم، ولا يحط مقدارهم، لأنهم مع المؤقت لا مع الأوقات، فمن كان بع الؤقت لا يتغير بتغيير الوقت شيئا، ومن كان مع الوقت تفير بتقييره وتكدر بتكدره.
وقد قال الإمام أبو عبد الله الترمذى ظلاه (الناس صنفان: صنف منهم عمال الله تعالى يعبدونه على البر والتقوى فهم يحتاجون إلى خير الزمان واقبال دولة الحق لأن تأيدهم من ذلك، وصنف منهم أهل اليقين يعبدون الله على صفاء ووفاء التوحيد عن كشف الفطاء وقطع الأسباب فهم غير لتفتين إلى إقبال الزمان وادباره ولا يضردم إدباره) وهو قول رسول الله ( إن لله عبادا يغزوهم برحمته يحييهم فى عافيته ثم تمر بهم الغتن كقطع الليل الظلم لا تضرهم)(1).
وقوله ( يكون فى أمتى فتنة لا ينجو منيا إلا من أحياه الله بالعلم ) (2) قال الترمذى: يعنى بالعلم بالله فيما يرى ولقد معت شيختا أبا العباس يقول: رجال الليل هم الرجال وإن أولياء هذا الوقت ليؤيدون بشىء من الغنى واليقين، فالغنى لكثرة سا عند الناس من الإفلاس . واليقين لكثرة ما عند الناس من الشكوك.
وقال بعض العارفين: إن لله عباد كلما اشتدت علييم ظلمة الوقت كلما قويت أنوارهم، فمثليم كمثل الكواكب كلما قويت ظلمة الليل قوى إشراقيا، وأين انوار الكواكب من أنوار قلوب أوليائه، أنوار الكواكب تنكدر، وأنوار قلوب أوليائه لا إنكدار لها، وأنوار الكواكب تهدى إلى الدنيا، وأنوار قلوب أوليائه تهدى إلى الله ولنا فى هذا المعنى شعر: أمرتقب النجوم من السماء نجوم الأرض أبهى فى الضياء فتلك تيين وقتا تم يهذى وهذى لا تكدر بالخفاء هداية تلك في ظلم الليالى هداية مذه كشف الغطاء وقال صوفى يوما بحضرة فقيه: إن لله عبادا دم فى أوقات المحن والمحن لا تضرفم فقال ذلك الققيه: مذا ما لا أفيمه فقال الصوفى: أنا أريك مثال ذلك، الملائكة الموكلون بالنار هم فى النار. والنار لا تضرهم: (1) أخرجه ابن حجر فى لمان الميزن (111/6) 0 اخرج ابن ماجة (2 /1305.) رقم (2954) من حديث أبى إمامة قال: قال رسول الله ( وستكون فتنة يقبع فيها الرجل مؤمتا ويسى كافرا إلا من أحياه الله بالعلم) والدارمى فى السنن (109/1) رقم (338)
صفحة ١٨