============================================================
لطائف الفن الحسن وقال: ويحك وهل رأيت فقيها؟ إنما الفقيه من فقه عن الله آمره ونهيه وسععت شيخنا العباس يقول: الفقيه من انفقا الحجاب عن عينى قلي، وإذا عرفت أن الدعاء إلى الله لا يزال أبدأ فاعلم أن الأنوار الظاهرة فى أولياء الله إنما هى من إشراق أنوار النبوة عليهم، فمثل الحقيقة المحمدية كالشمس وأنوار قلوب الأولياء كالأقمار وإنما أضاء القمر لظهور نور الشمس فيه ومقابلته إياها فإذا الشمس منيرة نهارا ومضيئة ليلا لظهور نورها فى القمر العدود منها، فإزا هى لا غروب لها فقد فهمت من هذا أنه يجب دوام أنوار الأولياء لدوام ظهور نور رسول الله فيهم فالأولياء آيات الله يتلوها على عباده باظهار إياهم واحدا بعد واحد (( بلك عايات الله نثلوها عليك بالحق)(1) وقد سمعت شيخنا أبا العباس ل يقول: فى قوله ع *ما ننسخ من عاية أو تشيها تأت بخير منها أو مثلها )(2) أى: ما من ولى الله إلا وتأتى بخير منه أو مثله .
وقد سئل بعض العارفين عن أولياء الله أينقصون فى زمن، فقال: لو نقص منهم واحد ما أرسلت السماء قطرها ولا أبرزت الأرض نباتها، وفساد الوقت لا يكون بذهاب أعدادهم ولا بنقص إمدادهم، ولكن إذا فيد الوقت كان الله وقوع اختفائهم مع وجود بقائهم، فإذا كان أهل الزمن معرضين عن الله تعالى مؤترين لما سوى الله تعالى لا تتجح فيهم الموعظة ولا تعليهم إلى الله التذكرة لم يكونوا أهلا لظهور أولياء الله فيهم، ولذا قالوا: أولياء الله تعالى عرائس ولا يرى العرائس المجرمون، وقد قال ( لا تؤتوا الحكمة غير أهلها فتظلموها ولا تعنعوها أهلها فتظلموهم(3) فإذا كان الله لا وصانا على لسان نبيه لا تؤتى الحكمة غير أهلها، فهو أولى بهذا الخلق العظيم منا وقد قال ( إذا رأيت هوى متبعا وشحا مطاعا ودنيا مؤثرة واعجاب كل ذى رأى برأيه فعليك بخويصة نفسك ) (1) فسمعوا وصية رسول الله فآثروا الخلفاء بل آثر الله لهم ذلك، مع أنه لابد أن يكون منهم فى ا لوقت أئمة ظاهرون قائمون بالحجة سالكون للمحجة لقول رسول الله ( لا تزال طائفة من أمتى ظاهرين على الحق (1) ( الجاشية: 6) (2) (البقرة 106) (0) اخرجه الترمذى فى الجامع العحيح (5 /51) رقم (2687) من حديث أبى هريرة-، وقال حديث غريب لا مرقه إلا من هذا الوجه، وإيرأهيم بن الفضل المدتى المخرومى يضعف فى الحديث من قبل حفظه، انظر تيذيب التذيب (/131) رقم (270) 110 اتظر: خلق أفعال العباد (23/1) من حديث عبد الله بن صعود طل بزيادة فبى لفظه ( وذر عنك أمر الحاجة
صفحة ١٦