تجئ بملئها طورا وطورا * تجئ بحمأة وقليل ماء ومن شعره في رثاء أمير المؤمنين " ع " قصيدة أولها:
ألا يا عين ويحك فاسعدينا * ألا فابكي أمير المؤمنينا روي أن معاوية أرسل إليه هدية منها حلواء، يريد بذلك استمالته وصرفه عن حب أمير المؤمنين على " ع " فدخلت ابنة صغيرة له خماسي أو سداسي عليه فأخذت لقمة من تلك الحلواء وجعلتها في فمها فقال لها أبو الأسود يا بنتي ألقيه فإنه سم هذه حلواء أرسلها إلينا معاوية ليخدعنا عن أمير المؤمنين ويردنا عن محبة أهل البيت عليهم السلام فقال الصبية: قبحه الله يخدعنا عن السيد المطهر بالشهد الزعفر تبا لمرسله وآكله. فعالجت نفسها حتى قاءت ما أكلتها ثم قالت:
أبالشهد المزعفر يا ابن هند * نبيع عليك أحسابا ودينا معاذ الله كيف يكون هذا * ومولانا أمير المؤمنين قال السيد الاجل السيد على خان في أنوار الربيع في ذكر أمثال الحكمة منها قول أبي الأسود الدؤلي لابنه بعد أن قال له يا بنى إذا كنت في قوم فحدثهم على قدر سنك وفاوضهم على قدر محلك ولا تتكلمن بكلام من هو فوقك فيستثقلوك ولا تنحط إلى من دونك فيحتقروك فإذا وسع الله عليك فابسط وإذا أمسك عليك فامسك ولا تجاود الله فان الله أجود منك. واعلم أنه لا شئ كالاقتصاد ولا معيشة كالتوسط ولا عز كالعلم ان الملوك حكام الناس والعلماء حكام الملوك ثم أنشأ يقول:
العيش لا عيش إلا ما اقتصدت فان * تسرف وتبذر لقيت الضر والعطبا والعلم زين وتشريف لصاحبه * فاطلب هديت فنون العلم والأدبا إلى أن قال:
العلم كنز وذخر لا نفاد له * نعم القرين إذا ما صاحب صحبا قد يجمع المرء مالا ثم يسلبه * عما قليل فيلقى الذل والحربا وحامل العلم مغبوط به ابدا * ولا يحاذر منه الفوت والسلبا
صفحة ١٠