يا جامع العلم نعم الذخر تجمعه * لا تعدلن به درا ولا ذهبا توفي أبو الأسود بالطاعون الجارف في البصرة سنة 69 (سط). يروى عنه روايات شريفة منها: ما رواه عن ابن ذر الغفاري الوصية الطويلة التي أوصاها بها النبي صلى الله عليه وآله وهي التي شرحها العلامة المجلسي بالفارسية شرحا كبيرا وسماه عين الحياة. ومنها: ما روي عن امالي ابن الشيخ عن أبي الأسود ان رجلا سأل أمير المؤمنين " ع " عن سؤال فبادر فدخل منزله ثم خرج فقال أين السائل؟ فقال الرجل ها انا يا أمير المؤمنين، قال ما مسألتك؟ قال كيت وكيت فأجابه عن سؤاله فقيل يا أمير المؤمنين كنا عهدناك إذا سئلت عن المسألة كنت فيها كالسكة المحماة جوابا فما بالك أبطأت اليوم عن جواب هذا الرجل حتى دخلت الحجرة ثم خرجت فأجبته؟ فقال كنت حاقنا ولا رأي لثلاثة، لا رأي لحاقن ولا حازق ثم أنشأ يقول " ع ":
إذا المشكلات تصدين لي * كشف حقائقها بالنظر الأبيات. (بيان) كالسكة المحماة هذا كالمثل في السرعة في الامر أي كالحديدة التي حميت بالنار كيف تسرع في النفوذ في الوبر عند الكي كذلك تسرع في الجواب. (قوله " ع ") لا رأي لثلاثة: الظاهر أنه سقط أحد الثلاثة من النساخ وهو الحاقب (والحازق) الذي ضاق عليه خفه فحزق رجله أي عصرها وضغطها فهو فاعل بمعنى مفعول. (والحاقن) هو الذي حبس بوله كالحاقب للغايط ويحتمل ان يكون المراد بالحاقن هنا حابس الأخبثين فهو في موضع اثنين منهما والله العالم.
(واعلم) انه يأتي في أبي عمرو بن العلاء ذكر من اخذ النحو عن أبي الأسود فمنهم أبو سليمان يحيى بن يعمر العدواني البصري أحد قراء البصرة وكان عالما بالقرآن الكريم والنحو ولغات العرب. حكي انه كان لابن سيرين مصحف منقوط نقطه يحيى بن يعمر وكان ينطق بالعربية المحضة واللغة الفصحى طبيعة فيه غير
صفحة ١١