كان من فرسان العرب ووجوه الشيعة، وكان بصيرا بالأسلحة ولهذا لما جاء مسلم ابن عقيل إلى الكوفة قام معه وصار يقبض الأموال ويشتري بها الأسلحة بأمر مسلم بن عقيل رضوان الله عليه. وذكرت في نفس المهموم في واقعة يوم عاشوراء ونصرة أصحاب الحسين له " ع " انه تعطف الناس عليهم فكثروهم فلا يزال الرجل من أصحاب الحسين " ع " قد قتل فإذا قتل منهم الرجل والرجلان يتبين فيهم وأولئك لا يتبين فيهم ما يقتل منهم فلما رأى ذلك أبو ثمامة (ره) قال للحسين " ع " أبا عبد الله نفسي لك الفداء انى أرى هؤلاء قد اقتربوا منك ولا والله لا تقتل حتى اقتل دونك إن شاء الله وأحب ان ألقى ربى وقد صليت هذه الصلاة التي قد دنا وقتها قال فرفع الحسين رأسه ثم قال ذكرت الصلاة جعلك الله من المصلين الذاكرين نعم هذا أول وقتها.
(أبو الجارود) زياد بن المنذر، قال شيخنا صاحب المستدرك في ترجمته في
الخاتمة: واما أبو الجارود فالكلام فيه طويل والذي يقتضيه النظر بعد التأمل فيما ورد وفيما قالوا فيه انه كان ثقة في النقل مقبول الرواية معتمدا في الحديث اماميا في أوله وزيديا في أخره، ثم أطال الكلام في حاله إلى أن قال وفي تقريب ابن حجر: زياد بن المنذر أبو الجارود الأعمى الكوفي رافضي. كذبه يحيى بن معين من السابعة مات بعد الخمسين أي بعد المائة انتهى. وعن دعوات الراوندي عن أبي الجارود قال:
قلت لأبي جعفر " ع " انى امرؤ ضرير البصر كبير السن، والشقة فيما بيني وبينكم بعيدة وانا أريد أمرا أدين الله به واحتج وأتمسك به وأبلغه من خلفت قال فأعجب بقولي فاستوى جالسا فقال كيف قلت يا أبا الجارود رد علي قال فرددت عليه فقال نعم يا أبا الجارود شهادة ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم شهر رمضان وحج البيت وولاية ولينا
صفحة ٣٤