ما في الحشايا، ينظر الناظر الفهم في جذرها، فيرى مح الفلسفة بكساء لججاء (1) الشنة، وعقد الجهمية بنكل ألقاب الحكمة.
يردون على اليهود قولهم: يد الله مغلولة. فينكرون الغل، وينكرون اليد، فيكونون أسوأ حالا من اليهود؛ لأن الله تحالى أثبت الصفة ونفى العيب، واليهود أثبتوا الصفة وأثبتوا العيب، وهؤلاء نفوا الصفة كما نفوا الحيب.
ويردون على النصارى في مقالهم في عيسى وأمه، فيقولون: لا يكون في المخلوق غير المخلوق. فئبطلون القرآن.
فلا يخفى على ذوي الألباب أن كلام أوليهم وكلام آخچريهم كخيط السجارة(2)، فاسمعوا الآن يا ذوى الألباب، وانظروا ما فضل هؤلاء على أولئك ؛ أولئك قالوا - قبح الله مقالتهم - : إن الله موجود بكل مكان. وهؤلاء يقولون: ليس هو في مكان ولا يوصف بأين. وقد قال المبلغ
: «أين الله2»32. وقالوا: هو من فوق كماهو
من تحت، لائدرى أين هو، ولا يوصف بمكان، وليس هو في السماء، وليس هو في الأرض. وأنكروا الجهة والحد(5).
صفحة ١٤٥