وقال أولئك: ليس له كلام، إنما خلق كلاما. وهؤلاء يقولون: تكلم مرة، فهو متكلم به منذ تكلم، لم ينقطع الكلام، ولا يوجد كلامه في موضع ليس هو به، ثم يقولون: ليس هو في مكان، ثم قالوا: ليس له صوت ولا حروف، وقالوا: هذا زاج وورق، وهذا صوف وخشب، وهذا إنيما قصد به النقش، وأريد به النقر 202، وهذا صوت القارى، أما ترى؟ منه حسن وغير حسن، وهذا لفظه أو ما تراه يجازي به؟!
حتى قال رأس من رؤوسهم: أو يكون قرآن من لبد 0،. وقال آخر: من خشب. فراوغوا فقالوا: هذا حكاية عبر بها عن القرآن، والله تكلم مرة ولا يتكلم بعد ذلك. ثم قالوا: غير مخلوق، ومن قال: مخلوق، فهو كافر. وهذا من فخوخهم يصطادون به قلوب عوام أهل الشنة، وإنما اعتقادهم القرآن غير موجود، كفيظثه الجهمية الذكور بمرة، والأشعرية الإناث بعشر مرات
أولئك قالوا: لا صفة. وهؤلاء يقولون: وجه كما يقال: وجه النهار، ووجه الأمر، ووجه الحديث، وعين كعين المتاع، وسمع كأذن الجدار،
صفحة ١٤٦