وقد بوب شيخخ الإسلام على لعن المتكلمين، ثم ذكر في الباب أحاديث وأخبارا، وبوب على كراهية أخذ العلم عن المتكلمين وأهل البدع، ثم قال:
باب في ذݣر كلام الأشعري
ولما نظر المبرزون من علماء الأمة وأهل الفهم من أهل السنة طوايا كلام الجهمية، وما أودعته من رموز الفلاسفة، ولم يقف منهم إلا على التعطيل البحث200 ، وإن قطب مذهبهم ومنتهى عقدتهم 110 ما صرحت به رؤوس الزنادقة قبلهم: أن الفلك دوار والسماء خالية. وأن قولهم: إنه تعالى في كل موضع وفي كل شيء. ما استثنؤا جؤف كلب ولا جوف خنزير ولا حشا؛ فرارا من الإثبات وذهابا عن التحقيق، وأن قولهم: سميع بلا سمع، بصير بلا بصر، عليم بلا علم، قادر بلا قدرة، آلة(3) بلا نفس ولا شخص ولا صورة.
ثم قالوا: لا حياة له. ثم قالوا: لا شيء؛ فإنه لو كان شيئا لأ شبه الأشياء. حاولوا حول مقال رؤوس الزنادقة القدماء؛ إذ قالوا: البارى لا صفة، ولالا صفة. خافوا على قلوب ضعفى المسلمين وأهل الغفلة وقلة الفهم منهم؛ إذ كان ظاهر تعلقهم بالقرآن، وإن كان اعتصاما به من السيف فاجتنانا به
صفحة ١٤٣