وقيل: إنها الحفظة التي كانت من الملائكة المقربين، حفظة في الدنيا على العالمين، التي قال الله في كتابه وذكرهم، وما أخبر(1) من حفظهم لمن كان من الخلق معهم، حين يقول: {عن اليمين وعن الشمال قعيد * ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد}[ق: 17 18]، وهذا فأشبه المعنيين عندي والله أعلم وأحكم.
ومعنى {يعرفون كلا بسيماهم} فهو: معرفة أولئك الحفظة لمن كانوا يحفظون. ومعنى {يعرفون} فهو: يتعرفون ويتفهمون، حتى يوقنوا بهم، ويعرفوهم ويقفوا عليهم ويثبتوهم معرفة. ومعنى {بسيماهم} فهو: بحليتهم التي كانوا يعرفونها في الدنيا، ومعناهم في صفاتهم وخلقهم، وبنيتهم المعروفة من صورهم.
[رفع اليدين في التكبير]
وسالت عن رفع اليدين في التكبير.
وهذا أمر لا يجيزه في الصلاة علماء آل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم؛ لأن الصلاة إنما هي خشوع وتذلل لذي الجلال والطول، وإرسال اليدين والكف عن رفعهما؛ أكبر في الدين لصاحبهما.
وقد قيل: إن رفع اليدين فعال جاهلي كانت قريش تفعله لآلهتها وأصنامها، عند الوقوف تجاهها، والسلام منهم عليها. فإن يكن ذلك كذلك والله أعلم، فلا ينبغي ولا يجوز لمسلم أن يفعل ما يفعل للأصنام، مع ما في ذلك من قلة الخشوع لله؛ لأن الصلاة التي فرضها الله فرض معها الخشوع والتذلل؛ فلما كان ترك رفع اليدين في الصلاة إلى الخشوع أقرب؛ كان فعله دون غيره على المصلي أوجب.
[قيام الليل]
وسالت عن قول الله سبحانه: {إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل} إلى قوله: {فاقرأوا ما تيسر من القرآن}[المزمل: 20] فقلت: إن بعض الناس زعم أن هذا فرض من الله. وقال بعضهم: نافلة.
صفحة ٧٥٠