وقيل:التقدير بالسحاب النجمي.
وقال ابن عمران: يصبح صائما؛ فقد كان الصوم في ابتداء الإسلام وفي الزمان الأول من صلاة العشاء إلى غروب الشمس إلى غروب الشمس من الغد.
وإن نام أو نامت بعد الغروب وحل العشاء وخرج وقته ولم يصل
حرم عليه الطعام والشراب والجماع.
فجامع مسلمون نسائهم بعد النوم فاعترفوا وتابوا.
فأنزل الله سبحانه وتعالى: { أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم }.
صفحة (10)
فقالوا يا رسول الله ما توبتنا وكيف المخرج؟
فأنزل أرحم الراحمين:
{ وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي }
هكذا قيل.
والصحيح إنما نزلت لقول إلا عرابي أقريب ربنا فنناجيه أم بعيد
فنناديه وهو إلا نسب.
والرفث في الآية الجماع وعدى بإلى لأن فيه إفضاء.
فإذا جاء الليل كانت الملامسة.
ومقدمات الجماع من كلام وغيره أولى بالجواز.
وأما {وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط إلا بيض من الخيط الأسود } _ الآية
فقيل:نزل بجماع المسلمين بعد النوم لنسائم وتوبتهم.
وهو معطوف على باشروهن.
وقيل:سبب نزوله إن أبا قيس بن صرمة إلا نصارى ظل نهاره كله يجز بالجرير في نخله وهو صائم.
وقال بعد الغروب لامرأته قدمي الطعام.
صفحة (11)
فأخذت تصنع له سخينا ففرغت وقد نام.
فأيقظته فكره أن يعصي الله بالأكل بعد النوم فلم ينتصف النهار حتى غشى عليه وبان أثر ذلك على وجهه.
فسإله صلى الله عليه وسلم فلما أخبرة فاغتم لذلك.
فأنزل الله سبحانه وتعالى الآية.
والجرير إلا له التي يزجر بها من البئر.
ويقال لها الجرارة فإنها جبل في لحى البعير وهي صفة قديمة.
واللفظ يناسب اللغة.
فالمراد ظل يزجر والجرير.
ولعله كان ليزجر على البعير.
فكان يمسك البعير منه أو فكه أو ربطه بالمخرقة التي يكسح بها
التراب فكان يجرها به.
قيل: وهو بعيد وأخذ عدى بن خاتم خيطا من شعر أبيض وخيطا
من شعر أسود فجعل ينظر فيهما فما تبين له شيء.
صفحة ٤