وما تواضع عبد إلا رفعه الله.وما عفى عبد عن أخيه مظلمة إلا زاده الله بها عزا.
والمراد الرفعة والعزة في الدنيا.إن من توضع أو عفى هيبته في القلوب.
وفي الآخرة قولأن أو فيهما.والمراد التواضع الذي كما روى ما نقصت صدقه من مال.
وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا.
صفحة (70)
وما توضع أحد لله إلا رفعه الله.مثل ذلك الخضوع لأمر الله ولرسول الله صلى الله عليه وسلم
وكذلك للإمام والحاكم أو العالم أو الوالد.وذلك تواضع واجب.
وذلك توضع لسائر الخلق.ويرغب في ذلك كله رفع.ويحرم التواضع لأهل الدنيا والظلم.
وهو في الدنيا والآخرة ذل لا عز معه وخسة لا رفعة منها.وفي الصدقة مطلقا تطهير البدن من الذنوب وحفظ المال وإدخال السرور على الفقراء والخلق عاجلا وآجلا ودفع البلاء والأمراض.
ويضل يوم القيامة.ويخفف للحساب.وتثقيل :الميزان.
وتسهيل للجواز على الصراط. وعلى ما مر رفع الدرجات.وتزين الصدقة وتعظمها سبع خصال.الأول: إخراجها من الحلال.
صفحة (72)
الثانية: وضعها في مستحقها.فان المتعدى فيها كمانعها.
الثالثة: تعجيلها في وقتها مخافة الموت.ومسارعة للمغفرة.
ومن أخرها بعد التمكن من إخراجها عصى. وقيل: مرفوض فيها حتى يأخذ حول في حول هلك.
وقيل:لاما لم يمت مضيعا.وفي جواز تقديمها عن وقتها لحاجة الفقراء خلف.
الرابعة: إخراجها من خيار المال وأحبة إلى النفس ورضي وفرحا بالإعطاء لله تعالى.
ولو أهدي إليك رديء لم تقبله إلا حياء.
وفي الحديث { سبق درهم مائة ألف درهم أي سبق درهم أعطى برضي وفرح من أطيب مال مائة ألف درهم
أعطت كذلك.الخامسة: أن لا ترائي ولا تطمع في مخلوق بها ولا يدفع بها
مضره ولا يجلب منفعة.السادسة والسابعة: ترك المن بها. وكف الأذى.
صفحة (73)
فهما مبطلأن للثوب.فالمن أن بذكرها.والأذى أن يظهرها.وقيل: المن أن تستخدمه بالعطاء.
والأذى أن تعيره بالفقر. وقيل: المن أن يتكبر عليه لإعطائه. والأذى أن يوبخه بالمسألة.
صفحة ٢٩