وأما الدلائل فقد علمت أنها مخلوقات الله تدل على ربوبيته ووحدانيته لمن صح عقله، وكذلك هي الدليل على صحة حسن المذاهب وهو وضع الأشياء في موضعها والاستلال على باطن الأمور بظاهرها، أو على ما يأتي بما مضى.
وندين بأن معرفته لا تنال بالتفكير أو بالاضطهاد بل بإخبار وتشبيه، إن حجته التي بها قطع العذر الكتب والرسل كما مر ووجوب الفعل يدل على استطاعته، وهذا واحد يدل على واحد، وحركة المقرور والمرتعش، وحركة العروق، وكل حركة خلقها الله في الحي مما لا قصد له فيه.
والإرادة حركات اضطرار دالات على الحياة كما تدل عليها حركة الاكتساب، فهذان الاثنان حركة الاضطرار وحركة الاكتساب دالان على واحد وهي الحياة.
وحسن المذاهب يدل على العقل والتكليف هذا واحد دل على اثنين، وقد يوجد حسن المذاهب ي غير البالغ العقل وهو المميز بين المحسات بضم الميم وفتح الحاء، وهي ما تدركه الحواس، ولا يقال: محسوس لأن فعله أحس، قال الله سبحانه: ( فلما أحس عيسى منهم الكفر) (آل عمران: من الآية52).
وقولهم محسوس لحنه ذكره بعض اللغويين، ومحسوس ليس من فعل الحواس بل معنى آخر وهو مقتول وغير ذلك، وأكثر اللغويين يتوسعون في مثل ذلك، وقد وقعت هذه العبارة لكثير من العلماء كصاحب الوضع والحاشية، وكأبي علي الفارسي، ولكنهم نحو المعلوم لاشتراك الجميع في الإدراك.
كما قال العراقي ولكن الذي في القاموس جواز أحسن وحسن بمعنى واحد، ويدل له قولهم الحاسية فإنه إنما هو اسم فاعل حسن لا حسن إن اسم فاعل أحسن محسن بضم الميم وكسر الحاء، والحاسة ولو تغلبت عليه الاسمية لكن أصله وصف.
و العلم الذي يسع جهله إلى الورود فوجهان:
الأول: على ما يسع جهله إلى الورود الحجة كصفات الله تعالى وأسمائه غير لفظ الله، أو نبي أو ملك غير محمد وآدم وجبريل، والحجة القرآن والسنة وما أجمع عليه المسلمون مما دانوا به.
صفحة ٦٢