وقالت الأشعرية: يقول المرجئة بل هم من المرجئة، وقال محمد بن زكرياء رحمه الله أنهم من الحشوية ولعلهم ولو كانوا منهم لكنهم فرقة من المرجئة لأنهم يغترفون من بحرهم، واعلم أن الوعيد في النذر، والوعد في الخير، ويستعمل أيضا في الشر لكن بقرينة، ووعد في الخير أو في الشر كذلك أعني بقرينة كقوله تعالى: (النار وعدها ). (الحج: من الآية72)؛ فالنار قرينة وأوعد في الشر، عطى أصفد بمعنى أعطى، وصفد بمعنى جعل في الصفاد وهو ما يوثق به من قيد ونحوه.
السابع: المنزلة بين المنزلتين وهي منزلة النفاق بين منزلتي الإيمان والشرك ووافقنا بذلك النكار وسموا نكارا لإنكارهم لبيعة الإمام عبد الوهاب رحمه الله، وسموا نكاثا لنكثهم إياها، ونجوية لكثرة نجواهم بتاهرت، وغدار لقصدهم الغدر بالإمام، وملحدة لإلحادهم في أسماء الله إذ زعموا أنها مخلوقة.
وعن بعض المشايخ من لم يجد ما يتصدق به فليعلن نكاريا فكأنما تصدق بجراب ذهب، ولكن في بعض الآثار الشتم ليس بعباده، يعني مختص منه على القدري المجزي في البراءة وعلى ما يدفع به خيانة إن أراد المكر أو أراد أن يولي أمر لا يتولاه مثله.
والذي يظهر لي أنه لا حد لدعاء بل يسوء الآخر للمبتدإ منه إذا كان لوجه الله، ولعل مراد صاحب الأثر الشتم على وجه إنفاد قرض البراءة وتكريرها مثل أن يقول يا فاسق أو يكثر من أنه كافر بلا داعي نصيحة من أراد غشه أو بنصيحة الإسلام حيث خيف عليه.
وزعمت المرجئة أن لا منزلة بين الشرك والإيمان الموحد عندهم مؤمن مطلقا أو بحجة عليهم: ( ليعذب الله المنافقين )(الأحزاب: من الآية73) الآية، ولعلهم أجابوا بأن المنافق من أسر الشرك.
الثامن: أن لا منزلة بين منزلة الإيمان ومنزلة الكفر، وقالت المعتزلة: فاعل الكبيرة ليس مؤمنا ولا كافرا بل فاسق، وسموه معتزلة لاعتزالهم القول بمؤمن، والقول بكافر في فاعل الكبيرة.
صفحة ٤٦