ومن البين انه انما اريد فى هذا الموضع باليوم عدد اربعة وعشرين ساعة. وعلى هذا يقول الناس فى السنة انها ثلثمائة وخمس وستين يوما وربع وفى الشهر انه تسعة وعشرون يوما ونصف. وجميع الناس يعلم ان الشهر انما ما بين مجامعة القمر للشمس الى ان يعود فيما معها. وقد بين ابيرخس انه يتصل بهذا جزء اخر من ثلثمائة واثنين وسبعين جزءا من يوم تام وجزء من سبعة وعشرين الفا منه وجزء اخر منه تابع لهذا يسير جدا ذكرة فى هذا الموضع من الفضل. فقد تم ما كنا قصدنا له وهو ان بقراط وضع المقالة الثانية من كتابه المعروف بابيديميا التى انما جعلها تذكرة له وهو بعد بحث هل التسعة الشهور اليونانية تتم فى مائتى يوم وسبعين يوما على ما ظن من قال ان الشهر ثلثون يوما ام ليس تولد الاطفال لتسعة اشهر فى هذا العدد من الايام بالحقيقة. ووضع كتابه فى المولود لثمانية اشهر بعد ان عرف جميع ما يحتاج اليه فى هذا الكتاب باستقصاء. وفى هذا الكتاب بين انه انما يمكن ان تولد الاطفال لسبعة اشهر بعد نصف السنة.
وانا واضع ذلك القول بعينه الذى اخذناه من الكتاب الذى عنوانه فى المولود لثمانية اشهر ومفسره عن اخره لمن احب فهمه والوقوف عليه. «المولدون لسبعة اشهر يكون ولادهم فى المائة اليوم ولاثنين والثمانين اليوم وجزء متصل بهذا». اقول انه انما يعنى بالجزء المتصل بالمائة والاثنين والثمانين يوما الخمس عشرة ساعة مع الجزء اليسير المضاف اليها كما قلت قبيل وهو على التقريب جزء من اربعة وعشرين جزءا من ساعة. ومن البين انا نعنى فى جميع امثال هذه الاقاويل بالساعات الساعات المستوية التى يسمى المنجمون كل اربعة وعشرين ساعة منها يوما وليلة كانها متساوية اذ كان الذى يوجد فيها من الاختلاف يسير〈ا〉 جدا حتى ان قوما رأوا ان يلغوا ذكره بتة. وذلك ان الساعات المستوية كانها متوسطة فى طولها بين الساعات التى هى اطول الساعات فى كل واحد من البلدان وبين الساعات التى هى اقصر الساعات فى ذلك البلد. وكذلك فآفهم عنى ما قلت من امر الساعات فى مدة زمان الشهر. وذلك ان الشهور غير متساوية والشهر المتوسط عند من يعد الشهور على استواء تكون ايامه على ما قلت قبيل. وليس الامر كذلك فى السنين. وذلك ان السنين كلها ذاتها مستاوية ان حسبت زمان السنة من رجوع الشمس الى ذلك الجزء بعينه ألذى منه ابتد〈أ〉ت او ان حسبته من احد المنقلبين الى الاخر. ولم يكن الاولون عرفوا ان الزمان الذى من المنقلب الى المنقلب غير الزمان الذى يكون من رجوع الشمس الى تلك العلامة بعينها. واسمى [علامة ذلك العلامة بعينها واسمى] علامة ذلك الشىء الذى من عادة المهندسين ان يسموه نقطة.
صفحة ٣٤٠