ونجد ما قاله فى ذلك الكتاب فى زمان المولود لسبعة اشهر موافقا لطريق صناعة النجوم ولما يوجد بالتجربة. وذلك انى لم ازل دهرى كله اسأل من القوابل — من عنى منهن بمسئلة من تحفظ من النساء وقت حملهن — ان يخبرننى بما استعملن منهن فى ذلك.واسأل نساء اخر كثير عددهن من تحرص وتجتهد على تعرف هذا. فوجدت من ذلك ان أزمان الحمل مخالفة بعضها لبعض لا فى الاطفال المولودين لسبعة اشهر فقط لكن فى المولودين لتسعة اشهر وعشرة اشهر.ومن اجل هذا ما ظن بهم فقط قوم انهم يولدون فى مائتى وسبعين يوما وظن اخرون انهم يولدون فى مائتى يوم وثلثة وسبعين يوما وثلثى يوم.وقد زاد قوم على هذا الزمان جزءا اخر يسيرا. فظن قوم ليس بالقليل عددهم ان الحمل بالاطفال الذين يولدون فيتربون يكون ثلثة مائة يوم مثل الذى كتبه القائل لهذه الابيات «لا تجر ابنى تحلق امك التى حملتك ثلثة مائة شمسا». فقد سمى اوفورين هذه الايام شموسا كما فعل الواضع لكتاب الغذاء بقراط كان الواضع له اوثاسالس ابنه او غيرهما.
ويعم هؤلاء كلهم خطأ واحد وهو ظنهم بان زمان حمل الاطفال المولودين لسبعة اشهر زمان واحد وان زمان المولودين لتسعة اشهر زمان واحد وكذلك فى المولودين لعشرة اشهر ثم حدوا ذلك الزمان الواحد الذى ظنوا انه كذلك من قول كاذب مقنع فى ظاهرة من غير ان يمتحنوه بالتجربة. والذى يجب فى جميع هذه الاشياء ان تمتحن بالتجربة قبل ان تطلب اسبابها.
وليست بى حاجة فى هذا الموضع الى ان اخبرك بمقدار ما وجدته بالتجربة من اختلاف اوقات حمل الاطفال الاخر. فاما الاطفال المولودون لسبعة اشهر فاقول فيهم ما علمته فى طول عمرى بعد ان اجهدت نفسى فى معرفة ذلك من حقيقة الاوقات التى تعلق فيها النساء اذ كانت متى جهدت لم يمكن الوقوف على مدة زمان الحمل. فقد وجدت حمل اكثرهن يكون ما بين المائة والتسعين اليوم الى المائتى اليوم ووجدت القليل منهن يكون ولادهن قبل هذا الوقت قليلا وبعده قليلا ولم اجد منهن امرأة بتة ولدت قبل مائة يوم واربعة ثمانين يوما ولا جاوزت مائتى يوم واربعة ايام. فما قيل فى كتاب المولودين لثمانية اشهر ان الحد الاول من الولاد هو نصف سنة قول مستقيم. وذلك انه لم توجد امرأة بتة يقدم ولادها هذا الحد بل كلهن يجاوزن هذا الحد فى الولاد. وهذا الزمان يتم من بعد ان تعلق المرأة بمائة وثلثة وثمنين يوما. واعرف انا امرأة واحدة ولدت بعد ان استتمت مائة واربعة وثمانين يوما.
صفحة ٣٣٩