فقد يمكن إذن أن يكون نوع واحد من الورم المسمی فلغموني لا فرق فيما بينه وبين غيره إلا في غلظ الرطوبة التي سالت إلی العين يفعل رمدا ليس معه سيلان، وهو الذي يسميه أهل هذه الفرقة الذين هم عند أنفسهم حكماء جدا مرض استمساك. ويتوهمون أن بينه وبين الورم الذي يسمونه مركبا فرقا. وينسون قولهم الذي لا يزالون يرفعونه مرة، ويخفضونه أخری، ويرتكضون فيه، ويقولون: إن حالات الأمراض إنما هي في نفس الأبدان، لا في الرطوبات التي تحتبس فيها، وتنبعث منها.
فكيف إذا كانت الحال التي حدثت في نفس الأجسام حالا واحدة، لا فرق فيها.
وإنما لزم من قبل طبيعة الرطوبات بحسب رقتها وغلظها أن يجري منها شيء مرة، ويحتبس أخری.
ويظنون أن المرضين مختلفان.
صفحة ٨٩