وليس يذكرون أيضا أنهم يوافقون أصحاب التجارب في الوجه الذي له اقتصروا علی الأمور الظاهرة، لأنهم يزعمون أن أصحاب التجارب إنما اقتصروا علی الأمور الظاهرة وتركوا الأمور الخفية، لأنه لا يوصل إلی معرفتها.
وأما هم، بزعمهم، فإنهم اقتصروا علی الأشياء الظاهرة وتركوا الأشياء الخفية، لأنه لا يحتاج إليها.
وأن أصحاب التجارب إنما ينالون من الأشياء الظاهرة التحفظ بما يكون فيها من منفعة، أو مضرة.
وأما هم فينالون من الأشياء الظاهرة الاستدلال علی الشيء الذي ينتفع به.
وهذا عندهم الفرق فيما بينهم وبين أهل الفرقتين القديمتين.
صفحة ٥٠