فإن الكلام الذي ناقض به أسقلبيادس أصحاب التجربة، وهو يريد — بزعمه — أن يبين أنه ليس يمكن أن يری شيء من الأشياء علی حال واحدة مرارا كثيرة، إنما أراد به أن التجربة لا يثبت بها شيء البتة، ولا يصل أحد إلی أن يستخرج بها إلا اليسير من الأمور.
وأما الكلام الذي قاله إراسيسطراطس في مناقضته لأصحاب التجربة — وهو يسلم لهم أنه قد تستخرج بالتجربة الأدوية المفردة للأمراض المفردة، مثل أن البقلة الحمقاء دواء جيد للضرس، ولا يسلم لهم أن الأدوية المركبة في الأمراض المركبة تستخرج بالتجربة — فإنما أراد به أنه قد يوصل إلی أن تستخرج بها أشياء ما، إلا أنه ليس يكتفي بها في استخراج جميع ما يحتاج إلی استخراجه.
صفحة ٣٤