============================================================
عندك، ومنك يقتبس المؤمنون نورا لايمانهم، وأنت غدا مشفع مقبول القول، تكون سببا لخلاص خلق كثير من النار(82)، تكون بين يدي نبيك الذي هو سيد الشافعين اشتغل بغير هذا. هذا توقيع ببقاء الإيمان والمعرفة والسلامة في العاقبة والمشي مع النبيين والمرسلين والصديقين الذين هم الخواص من الخلق: يا منافق مايقع هذا بيدك بنفاقك وتصنعك وآنت ترى ناموسك، ترى قبولك في قلوب الخلق، ترى قبلة يدك أنت مشؤوم على نفسك في الدنيا والآخرة وعلى من تربيه وتأمره باتباعك، أنت مراء دجال نصاب على أموال الناس، لا جرم (43/ب] لا تكون لك دعوة مجابة، ولا موضع في قلوب الصديقين /، قد اضلك الله على علم، سوف ترى إذا انجلا الغبار أفرس تحتك أم حمار؟ إذا انجلا الغبار ترى رجال الحق عز وجل على الخيول والنجب وأنت على حمار مكسر من ورائهم، تأخذك ذعار(3) الشياطين والأبالسه. القوم يصلون إلى حالة لا يبقى لهم فيها دعاء ولا سؤال، لا يسألون في جلب المصالح، ولا في دفع المضار، يصير دعاؤهم بأمر من حيث قلوبهم، تارة لأجلهم وتارة لأجل الخلق، فينطقون بالدعاء وهم في غيبة عنه. اللهم ارزقنا حسن الأدب معك، في جميع الأحوال، وآتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
(82) إشارة لقوله صلى الله عليه [وآله وصحبه) وسلم: "إذا كان يوم القيامة، قيل للعابد قم فادخل الجنة، ويقال للعالم قم فاشفع".
ذكره الزبيدي في إتحاف السادة المتقين ج 1070/1 وقد ذكر الغزالي في الاحياء ج 1/ كتاب العلم قوله صلى الله عليه [وآله وصحبه] وسلم: "إذا كان يوم القيامة، يقول الله سبحانه وتعالى للعابدين والمجاهدين: ادخلوا الجنة.
فيقول العلماء: بفضل علمنا تعبدوا وجاهدوا، فيقول الله عز وجل: آنتم عندي كبعض ملائكتي، اشفعوا تشفعوا، فيشفعون ثم يدخلون الجنة".
(83) الذعار: أي الشياطين التي تسبب الذعر لمن تبعهم يوم القيامة
صفحة ٥٨