مكتبة الجيلاني في الباطن والظتا هل المشمن 1 77 2 اصةابا لا اب 914 ايف اشخ عبا لقادر مبيتلانى تحقيق ن الردازروي عرلات اهريرى حف 9
صفحة ١
============================================================
بم للهالحما احيم
صفحة ٢
============================================================
في الباطن والظكا هل المشمى 41 787 7 4ا*اصلهابا لاع اا ن تاليف خ الاللام ولطان الاوليار اتي محمد عبد القاور يزايكى صالح عبد الله بن جذكي دوشت المجيلا في الثافهو الحبلي رحمه الله تعالى (470- 561 ه) لرلازرهو عبرلات امهر يرى
صفحة ٤
============================================================
الأهداء إلى روحي اللذين زقا لنا العلوم كما يزق الطائر فرخه.
إلى المخلصين الودودين اللدين علمانا العمل بالعمل والمحبة للخلق والصبر على الحق: إلى المربيين الشيخ حسين خطاب والشيخ محمد خير ياسين رحهما الله وجمعنا بهما تحت لواء سيد المرسلين
صفحة ٥
============================================================
EMPTY PAGE?
صفحة ٦
============================================================
بم الله الرحمن الرحيم مقدمة التحقيق الحمد لله كما ينبغي لجلال وجه ربنا وجماله وجلاله، وكما يحب ربنا ويرضى، حمدا كثيرا داثما بدوام وجه الله.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.
وبعد: فهذا كتاب جلاء الخاطر في الباطن والظاهر للشيخ عبد القادر الجيلاني، وهو عبارة عن مجالس كان يلقيها الشيخ رحمه الله بمدرسته بباب الأزج صباح كل جمعة وأحد ومساء كل ثلاثاء.
وهو تتمة لكتاب الفتح الرباني الذي تنتهي مجالسه مساء الثلاثاء في السادس من رجب (545)ه بينما يبدأ هذا الكتاب صباح الجمعة التاسع من رجب (545)ه وينتهي في العشرين من رمضان (546)ه.
تجمع الكتب التي رصدت حياة الشيخ على أن الفتح الرباني، وجلاء الخاطر من الكتب الصحيحة المعروفة للشيخ (1)؛ لذلك لن نبحث في نسبة الكتاب، وإن بدا بسهولة ويسر أن الكتابين من جمع طلاب الشيخ في المجالس التي كان يلقيها وخصوصا عند الدعاء في نهاية كتابنا. فالشيخ لم يكن متفرغا للبحث والتأليف.
(1) انظر معجم المؤلفين لعمر رضا كحالة 5/ 307، وكشف الظنون لحاجي خليفة 662 و879 و1240، وإيضاح المكنون 257/1، وهدية العارفين 596/1 و435/5، وقلائد الجواهر في مناقب عبد القادر الجيلاني للتادفي الحلبي، والأثار الخطية للمكتبة القادرية ص10.
صفحة ٧
============================================================
وجلاء الخاطر مجموعة دروس للعامة والخاصة؛ وهي دروس في الآفات النفسية والخلقية التي تعترض صحة العلاقة بين الإنسان وربه، إنه يحلل الآفة بعين ثاقبة تنفذ إلى خفايا القلوب، ترى ما فيها مما سوى الله عز وجل، وتصف ها الدواء الاهي الذي وصفه كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم فالحسد، والنفاق، والمنازعة، وضعف الايان، وسوء الأدب، وسوء الخلق، والظلم. . وغيرها كثير من الآفات التي يشرحها ويصف لها الدواء.
وللصوفي الصادق في جلاء الخاطر صفات وخصائص يلح الشيخ عليها، كالالتزام بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، كالصبر، والزهد والحياء وحسن الخلق ومحبة الله عزوجل والرضا والاستقامة ومخالفة النفس والخوف والرجاء. ومن ذلك قوله: "كل حقيقة لا تشهد لها شريعة فهي زندقةه. "انقف على تل السلامة، على السنة وترك البدعة، على تل التوحيد والاخلاص وترك الرياء والنفاق، ورؤية الخلق بعين العجز والضعف والقهر، نرضى بالقضاء، ونترك التسخط، ونتمسك بالصبر ونترك الشكوىه.
في هذا المخطوط يبدو أسلوب الوعظ بارزا ومباشرا من شيخ كبير علا كعبه في سماء العلم. وخيف جانبه إجلالا ووقارا.
وقد اعتمدنا بتحقيق هذا الكتاب على خطوطتين من مكتبة الأسد الوطنية. الأولى برقم /4849/ بخط نسخي جميل أسميناها (1) واعتمدناها اساسا لعملنا لقدمها ووضوح خطها. والثانية برقم /8418/.
قابلنا النسختين وثبتنا عبارات (أ) إلا إذا اضطربت فيها العبارة، عند ذلك ثبتنا عبارة (ب) وأشرنا إلى ذلك في الحاشية.
قمنا بضبط النص وترقيمه وتفصيله.
ما رأيناه ضروريا لايضاح المعنى ولم نجده في المخطوطتين أضفناه ضمن
صفحة ٨
============================================================
رة الشيخ عبد القادر الجيلاني ى الشيخ الإمام الزاهد العارف القدوة، شيخ الإسلام، سلطان الأولياء، امام الأصفياء، محيي الدين والسنة ومميت البدعة، أبو محمد عبد القادر بن أبي صالح عبدالله (1) بن جنكي دوست(2) بن يحى بن محمد بن داود بن موسى بن عبدالله بن الحسن بن الحسن(2) بن علي بن أبي طالب(4). (5) مولده وموطته وأوصافه: ولد الشيخ - رحمه الله تعالى- بمنتصف شهر رمضان في سنة إحدى وسبعين وأربع مثة بجيلان (6)، وبها أمضى فترة شبابه الأول إلى أن بلغ الثامن عشرة (1) قال ابن رجب في "الطبقات" هو : عبد القادر بن أبي صالح بن عبدالله - أي: بزيادة لفظ (ابن) -. وقال ابن الوردي في "تتمة المختصر في أخبار البشر"، ج 1،7/2 هو: عبد القادر بن أبي صالح موسى جنكي دوست. وقال الزركلي في "الأعلام"، ج47/4 هو: عد القادر بن عبدالله (2) قال الحلبي في ل"قلائد الجواهر"، 3: هذا لقظ أعجمي ومعناه: يحب القتال.
والله أعلم (3) قال ابن شاكر الكتبي في "فوات الوفيات"، ج 373/2: ينتهي نسبه إلى الحسين بن علي بن أبي طالب.
(4) "الطبقات": لابن رجب، جامع كرامات الأولياء: للنبهاني، ج204/2.
(5) انظر سير أعلام النبلاء ج438/20 .
(1) سير اعلام البلاء: للذهي، ج439/20 .
صفحة ١٠
============================================================
سنة، فارتحل إلى بغداد، ودخلها سنة ثمان وثمانين وأربع مثة(1)، واستمر فيها الى نهاية حياته.
كان الشيخ - رحمه الله تعالى- نحيف البدن، مربوع القامة، عريض الصدر، عريض اللحية، طويلها، أسمر اللون، مقرون الحاجيين، ذا صوت جهوري، وحسن الجوار، لا يؤذي أحدا، ويتبع الحق والهدى. وكان ذا قدر علي، وعلم وفي. (2) تشأته وطلبه العلم: رأت عينا الشيخ - رحمه الله تعالى - النور في بيئة معروفة بالعلم، ومؤيدة بالكرامات؛ فابوه من كبار علماء جيلان، وأمه من غرفت بالكرامات، وهي ابنة أبي عبدالله الصومعي العارف العابد الراهد، فاستنشق الهواء من بيوت العلم والفقه والمعرفة والحقيقة.
علم - رحمه الله تعالى - أن طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة، فشمر عن ساعد الجد والتحصيل، وسارع في طلبه، قاصدا أعلام الهدى من علماء هذه الأمة فابتدأ حياته بقراءة القرآن العظيم حتى أتقنه. درسه على يد أبي الوفا علي بن عقيل الحنبلي، وأبي الخطاب محفوظ الكلواذاتي الحنبلي، وغيرهم كثير.
وسمع الحديث النبوي الشريف على أيدي كثير من مشاهير عصره من الحفاظ، كأبي غالب محمد بن الحسن الباقلاني، وغيره.
وتفقه على أيدي مشاهير عصره من العلماء الفقهاء، كأبي سعد المخرمي، الذي أخذ عنه الخرقة الشريفة.
(1) سير أعلام النبلاء: للذهبي، ج443/20 نقلا عن ابن النجار في "تاريخهه.
(2) مختصر طبقات الحنابلة: لابن شطي، 41
صفحة ١١
============================================================
. وتعلم الأدب واللغة على يد أبي زكريا يحبى بن علي التبريزي. وصاحب حاد الدباس وأخذ عنه علم الطريقة.
فألم بعلوم الشريعة والطريقة واللغة والأدب، حتى بلغ شأوا بعيدا، فكان امام الحنابلة، وشيخهم في عصره، وأظهر الله تعالى الحكمة من قلبه على لسانه في مجالس الوعظ.
صنف مقامات عديدة في الأصول والفروع، وفي أهل الأحوال والحقائق(1).
مناقبه: للشيخ عبد القادر- رحمه الله تعالى- صفات حميدة، ومأثر كثيرة، فقد اشتهر بالأحوال والكرامات حتى تواترت عنه.
قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام: ما نقلت إلينا كرامات أحد بالتواتر (1) ومنها الفتح الرباني وفتوح الغيب، والفيوضات الربانية، والغنية لطالبي طريق الحق: وهناك كتب كثيرة نسبت للشيخ الجيلاني ولم تثبت صحة نسبتها إليه. منها خصائص المصطفى، وسر الأسرار الذي قمنا بتحقيقه مشتركا مع الأخ غسان عزقول، وأشرتا في نسبته للشيخ الجيلاتي رحمه الله؛ ولكن بعد المزيد من البحث الدراسة تبين أنه ليس للشيخ . ذلك لوجود بعض الاقتباسات المتاحرة بعد الشيخ؛ كالاقتباس من تفسير البيضاوي المتوفى سنة 145 بينما توفي الشيخ عبد القادر سنة 561 ه. ولوجود مصطلحات ما عرفت إلا في القرن الهجري العاشر، كمصطلح الخلوتي، ولتكراره باستمرار، وكذلك لوجود دلائل أخرى، كتناقض أسلوي عرض طريقة الوصول إلى الحق عزوجل بين كتاي سر الأسرار وكتاب الطريق الى الله بتحقيق غسان عزقول، ونعتقد أن كلا الكتابين منسوب إلى الشيخ الجيلاني والله أعلم.
صفحة ١٢
============================================================
إلا الشيخ عبد القادر(1). وكذا قاله شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى-(2).
دان جميع العلماء والأولياء في عصره للشيخ؛ ففي الفقه بز أقرانه العلماء، وخضعت له رقاب الأولياء، كما اشتهر عنه قوله: (قدمي هذه على رقبة كل ولي لله). وقد اعترفت له سائر العلماء وسائر الأولياء بذلك، وبايعوه بالسلطنة عليهم، فأضحى سلطان الأولياء.
قال - رحمه الله تعالى - حائا على التمسك بالكتاب والسنة والتزام نهج أتباع الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: كل حققة لا تشهد لها الشريعة فهي زندقة، طر إلى الحق عز وجل بجناحي الكتاب والسنة، ادخل عليه ويدك في يد الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، اجعله وزيرك ومعلمك، دع يده تزينك وتمشطك وتعرضك عليه(1).
كان - رحمه الله تعالى - يتكلم على الخواطر في مجلسه رغم أن مجلسه يضم سبعين ألفأ، وقد كثر تواتر الروات حول ذلك، يقول الشيخ أبو بكر العماد -رحمه الله تعالى - كنت قرات في أصول الدين، فاوقع عندي شكأ، فقلت: حتى أمضي إلى مجلس الشيخ عبد القادر، فقد ذكر أنه يتكلم على الخواطر، فمضيت وهو يتكلم، فقال: اعتقادنا اعتقاد السلف الصالح والصحابة. فقلت في نفسي: هذا قاله اتفاقا، فتكلم ثم التفت إلى ناحيتي، فأعاده، فقلت: الواعظ قد يلتفت، فالتفت إلي ثالثة، وقال: يا أبا بكر، فأعاد القول، ثم قال: قم قد جاء أبوك. وكان غائبا، فقمت مبادرا، وإذا أبي قد جاء(2).
(1) شذرات الذهب في أخبار من ذهب: لابن العماد الحنبلي، ج200/4 (2) تتمة المختصر في اخبار البشر: لابن الوردي، ج111/2.
(3) الفتح الرباني والفيض الرحماني: للجيلاي، المجلس الرابع والأربعون.
(4) سير اعلام النبلاء: للذهبي، ج442/20 .
صفحة ١٣
============================================================
كان - رحمه الله تعالى- سريع الدمعة، شديد الخشية، كثير [الورع]، مجاب الدعوة، كريم الأخلاق، طيب الأعراق، أبعد الناس عن الفحش، أقرب الناس إلى الحق، شديد الباس إذا انتهكت محارم الله، ولا يغضب لنفسه، ولا ينتصر لغير الله، ولا يرد سائلا ولو بأحد ثوبيه(1).
وفاته: أمضى الشيخ -رحمه الله تعالى - الفترة الأولى من حياته في طلب العلوم وجمعها وتحصيلها، ثم تصدر أربعون سنة مجلس الكلام والوعظ، في مدرسته باب الأزج، من سنة (521 ه) إلى سنة 561 ه).
أما مدة التدريس والفتوى بمدرسته، فكانت ثلاث وثلاثون سنة، من سنة (528ه) إلى سنة (561ه(3) لم يدخر الشيخ رحمه الله تعالى - وقتأ إلا وأنفقه في العلم والجد، من تحصيل وتدريس، وفتيا، وتوجيه، ووعظ، وإرشاد، وأحوال ومقامات، وكشف، ومشاهدة، فكان العالم والزاهد والعابد والعارف.
غمر الشيخ - رحمه الله تعالى - تسعين سنة، وانتقل إلى الله تعالى في عاشر ربيع الآخر، سنة إحدى وستين وخمس ميق، وشيعه خلق لا يحصون، ودفن بمدرسته- بباب الأرج ببغداد - رحمه الله تعالى(1).
(1) تفريج الخاطر: الأربلي، 15 (2) مختصر طبقات الحنابلة: لابن شطي، 41.
صفحة ١٤
============================================================
بسم الله الرحمن الرحيم [1/2) قال الشيخ الامام، العالم، العلامة، العامل، الزاهد، العابد، العارف، الورع ، شيخ المشايخ، حجة الإسلام، قطب الأنام، ناصر السنة، قامع البدعة، تاج العارفين، وحجة السالكين، ركن الشريعة، وزين الحقيقة، وعلم الطريقة، سيد الأولياء، وإمام الأصفياء، مصباح الأتقياء، وسراج أهل الغناء(1)، الشيخ أبو محمد، سيد عبد القادر بن أبي صالح الجيلي، سبط أبي عبدالله الصومعي قدس الله روحه ونور ضريحه- وحشرنا في زمرته وأماتنا في محبته، ونفعنا ببركته [2/ ب] وبكلامه في الدنيا والأخرة، وصلى الله على سيدنا ونبينا وشفيعنا محمد، وعلى [آله وصحبه) وسلم تسليحا كثيرا كثيرا، والحمد لله رب العالمين - في مجالس أولها تاسع رجب يوم الجمعة، وآخرها عشرون من شهر رمضان من سنة ست وأربعين وخمس مائة.
يا غلام: إياك والحسد؛ فإنه بثس القرين، وهو الذي خرب بيت إبليس وأهلكه؛ وجعله من أهل النار وجعله ملعون الحق عز وجل وملائكته وأنبيائه وخلقه. ) فكيف بحسن للعاقل أن يحسد وقد سمع قوله عز وجل نحن قسمنا [1/3] م (سورة الزخرف 32/43)، وقوله تعالى: ( أم يخسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله) [سورة النساء 4 /54]، وقول النبي صلى الله عليه (وآله وصحبه) وسلم: والحسد يأكل الحسنات كما تأكل الدار الحطب(2). وقول (1) الغناء: بالفتح، النفع.
(2) أخرجه أبو داود، كتاب الأدب، باب الحسد 4903، عن أي هريرة رضي الله عنه أن
صفحة ١٥
============================================================
بعض العلماء: الله در الحسد ما أعدله بدأ بصاحبه فقتلهه. الحاسد معاد لله تعالى؛ لأنه ينازعه في فعله وفي خلقه فيقصمه.
اني زاهد في كلامي وفيكم، وما في بيوتكم من بضائعكم واموالكم وهداياكم؛ فما دمت على هذا تنفعون بكلامي إن شاء الله تعالى، وما دامت عين (3/ب المتكلم في ( عمائمكم وقمصانكم وجيوبكم لا تنفعون بكلامه ما دام يترقد على ذخانكم(2)، ويطمع فيكم لا تنفعون بكلامه، يكون كلامه قشرأ فارغا لالب فيه، عظما بلا لحم، ومرارة بلا حلاوة، وصورة بلا معنى. كلام الطامع لا يخلومن درحنه(4) ومداهنة لا يمكنه المحاققه(5). كلام الطامع فارغ كالطمع؛ لأن حروفه كلها فارغه: الطاء والميم والعين.
النبي صلى الله عليه (وآله وصحبه] وسلم، قال: واياكم والحسد؛ فإن الحد هاكل الحسنات كما تاكل النار الحطب. او قال العشب.
والحسد: هوتني العبد زوال النعمة عن غيره سواء اراد رجوعها عليه أم لا. وهو حرام؛ لأن فيه نسبة الظلم إلى الله تعالى، وقد يطلق مجازا على الغبطة كما في الحديث الذي رواه ابن ماجه، كتاب الزهد، وباب الحسده رقم 42 80 عن عبدالله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه [وآله وصحبه] وسلم: "لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالا فسلطه على ملكته في الحق. ورجل آتاه الله حكمة فهو يقضي بها ويعلمهاه. قال المناوي في "فيض القديره ج414/3: قال الغزالي: الحسد هو المفسد للطاعات، الباعث للخطيئات، حسبك أن الله تعالى امر بالاستعاذة من شر الحاسد (ومن شر حاصد اذا (سورة الفلق 5/113] كما أمر بالاستعاذة من شر الشيطان. فانظر كم له من شر وفتنة حتى آنزله منزلة الشيطان والساحر. وقد قال بعض العلما: الله در الحسد ما أعدله بدأ بصاحبه فقتله. ونحن نقول: ولله دره الحسد ما أخذله بدأ بصاحبه فقتله ونسأل الله السلامة والعافية.
(3) دخانكم: مكان طبخكم.
(4) درحنت الناقة على ولدها؛ أي رثمته بعد تفار، والدرحمين بالحاء المهملة: الرجل الثقيل، =
صفحة ١٦
============================================================
يا عباد الله اصدقوا وقد افلحتم، الصادق لا يرجع. الصادق في توحيد الله تعالى لا يرجع بقول تفسه وهواه وشيطانه، الصادق في محبته لا يسمع العذل، ولا يدخل في اذنه /. الصادق في محبة الله عز وجل ورسوله والصالحين من عباده [1/4] لا يرجع بقول منافق ممقوت خذول. الصادق يغرف الصادق، والكاذب يعرف الكاذب. الصادق همته عالية في السماء لا يضره قول قائل: (إن الله عز وجل غالب على امر، إذا ارادك لأمر هياك له).
يا غلام: لو كان عندك ثمرة العلم وبركته لما سعيت إلى أبواب السلاطين في حظوظ نفسك وشهواتها. العالم لا رجلان له يسعى بهما إلى أبواب السلاطين والخلق، والزاهد لا يدان له يأخذ بهما أموال الناس، والمحب لله لا عينان له ينظر بهما إلى غيره. المحب الصادق لولقي الخلق كلهم ما جلا(2) له النظر ( إلى غيرا(؛ (ب] محبوبه، ولا تكبر في عيني راسه الدنيا، ولا تكبر في عينفي قلبه الآخرى، ولا يكبر في عيفي سره غير المولى.
رعاق() المنافق من لسانه ورأسه، وزعاق الصادق من قلبه وسره: قلبه على باب ربه عزوجل، وسره داخل عليه، لا يزال يصرخ على الباب حتى يدخل الدار. أنت كذاب والله في جميع أحوالك، ما تعرف الطريق إلى باب الله عزوجل! كيف تدل عليه وأنت اعمى؟ كيف تقود غيرك وقد اعماك هواك وطبعك، ومتابعتك لنفسك، ومحبتك لدنياك، ورياستك، وشهواتك؟ ويلك تحب والدرجبين: الداهية. والدرخيل: ما يستدرك على الدرخين وهو الضخم من الابل. انظر تاج العروس مادة (درجنه).
(5) المحاققة: المجادلة في الحق او الصدق في القول.
(2) ما جلا: ما اكتحل.
(7) زعاق المنافق: أي غير صادق في صراخه واستغائته وخوفه من الله عزوجل.
صفحة ١٧
============================================================
(15] البقاء في الدنيا ( وهو شيء لا يقع بيدك! متى تهتدي إلى باب ربك عز وجل؟!
متى تقدم الآخرة على الدنيا؟! متى تقدم الخالق على الخلق؟! متى تقدم الصلاة على دكانك وأرباحك؟! متى تقدم السائل على نفسك؟! متى تقدم أمر الله عز وجل والإنتهاء عن نهيه؟! والصبر على الآفات التي تأي منه على هواك وعادتك؟! متى تقدم إجابته على إجابة حلقه؟!.
يا غلام: كن عاقلا أنت في هوس(4)، باطل بلا حق، ظاهر بلا باطن، علانية بلا سر، تقدم إلي ما دامت المعاصي على ظاهرك قبل أن تصل إلى قلبك (5با فتصير مصرا ثم ينتقل الإصرار فيصير كفرا، ) تدارك الأمر، احفظ باليسير الكثير تدارك ما دام الحبل طرفه بيدك، قال النبي صلى الله عليه [وآله وصحبه] وسلم: "التائب من الذنب كمن لا ذنب له، ولو عاد في اليوم سبعين مرة؟(9)".
(8) اهوس: طرف من الجنون، وقال الزمخشري دوران في الرأس، تقول العرب: الناس هوسى والزمان أهوس: أي الناس يأكلون طيبات الزمان، والزمان يأكلهم بالموت . انظر التاج مادة (هوس) (4) أخرجه ابن ماجه في "اسننه" كتاب الزهد، باب ذكر التوبة 4250، عن أبي عبيد الله اين عبد الله عن أبيه، وأخرجه الديلمي في [الفردوس]، 2432 عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه (وآله وصحبه] وسلم: "التائب من الذنب كمن لا ذنب له، وإذا أحب الله عبدا لم يضره ذنب". قال الزبيدي في "إتحاف السادة المتقين"، جه/506، مضيفا على الحديث: ثم تلا قول الله تعالى: {إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين [سورة البقرة 222/2]. قال السيوطي في "الفتح الكبيره، ج3 /11 [عن سلمان رضي الله عنه قال]: ما من شييء أحب إلى الله من شاب تائب، وما من شييء أبغض إلى الله من شيخ مقيم على معاصيه، وما في الحسنات حسنة أحب إلى الله تعالى من حسنة تعمل في ليلة الجمعة أو في يوم الجمعة، وما من الذنوب ذنب أبغض إلى الله تعالى من ذنب يعمل في ليلة الجمعة أو يوم الجمعة، قال القشيري في "الرسالة"، 77 التوبة أول منزل من منازل السالكين، وأول مقام من مقامات الطالبين
صفحة ١٨
============================================================
العباد وقلبك مع رب العباد. اجتهد أنك تصدق ولا تكذب. اجتهد أنك تخلص ولا تنافق، كان لقمان الحكيم يقول : (يا بني لا تري الناس أنك تتقي الله عز وجل وقلبك فاج، ويلك لا تكن ذا وجهين وذا لسانين وذا فعلين كفلان وفلان. إني مسلط على كل كذاب منافق دجال، مسلط على كل عاص لله عز وجل، أكبرهم (7/ب) إيليس وأصغرهم الفاسق. إني مسلط محارب ( لكل ضال مضل، داع إلى الباطل، مستعينا على ذلك بلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
اللهم وفقنا لما يرضيك عنا، وآتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
صفحة ٢٠
============================================================
ويلك: قد نبت النفاق على قلبك، تحتاج إلى الإسلام، والتوبة وقطع الزنار، كن عاقلا، سوف ترى إذا انجلى الغبار أفرس تحتك أم حمار، ولتعلمن تبأه بعد حين. من سمع كلامي وعمل به وأخلص فيه صار من المقربين؛ لأنه كلام لا قشر فيه. ويلكم تدعون محبة الله عز وجل وتقبلون بقلوبكم على غيره، لما صدق مجنون ليلى في محبتها ما كان يقبل قلبه غير ليلى. أقبل يوما على قوم، فقالوا له: من أين جئت؟ فقال: ليلى. فقالوا إلى أين تريد / تمضي؟ فقال ليلى (12) . إذا صدق القلب (8 في محبة الله عز وجل صار كموسى عليه السلام حيث قال الله تعالى في حقه: وحرمنا عليه المراضع من قبل} [سورة القصص 12/28]. لا تكذب فمالك قلبان، بل هو قلب واحد، بأي شيء امتلأ، فما يسع فيه شيء آخر. قال الله تعالى: {ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه} سورة الأحزاب [4/32].
قلب يحب الخالق والخلق لا يصح. قلب تكون فيه الدنيا والآخرة لا يصح.
الجاهل بالله عز وجل يرائي وينافق، والعالم به لا يفعل ذلك. الأحمق يعصي الله عز وجل، والعاقل يطيعه، والمبغض يعصيه والمحب يطيعه. الحريص على جمع الدنيا يرائي وينافق ) وقصير الأمل لا يفعل ذلك، الناسي للموت يرائي، والذاكر 11 له لا يرائي. الناسي نظرات الله عز وجل يرائي والمراقب لنظراته لا يرائي. الغافل يرائي والمستيقظ لا يرائي. أولياء الله عز وجل لهم مبه ينبههم(14)، معلم (12) انظر الأغاني: 74/2.
(13) في (1): ينيهم.
صفحة ٢١
============================================================
يعلمهم، يهىء الله عز وجل لهم أسباب التعليم، قال النبي صلى الله عليه ([وآل وصحبه] وسلم: "لو أن المؤمن على قلة جبل لقيض الله عز وجل له عالما يعلمه4(14) لا تستعر كلمات الصالحين وتتكلم بها وتدعيها لنفسك. العارية لا تخفى: اكتس من مالك لا من العاريه. إزرع القطن بيدك، واسقه بيدك وربه بجهدك، (119] ثم انسجه وخيطه والبسه (لا تفرح بمال غيرك وثياب غيرك. إذا أخذت كلام غيرك فتكلمت به وادعيته مقتتك(15) قلوب الصالحين. إذا لم يكن لك فعل فلا قول لك. ظاهر الأمر معلق على العمل، قال الله عز وجل: { ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون [سورة النحل 32/16]. المؤمن لا يتعب الملائكة بالكلام في الهوس وفيما لا يعنيه، قلبه يخشى الحق عز وجل، فلا جرم تخشاه جوارحه، يخرس لسان قلبه فيخرس لسان فيه، يخمد قلبه من هيبته فتخمد جوارحه فتكون الملائكة في راحة. يا غلام: لك ذتوب مزدحمه بعضها فوق بعض على عاقبة مبهمة مشكلة (9ا غير مبينة، هي إمالك وإما عليك. ) انتبه للموت ليس لك عن موتك فوت. دع ما أنت فيه من القال والقيل والاشتغال بما لا يعنيك. قصر أملك، وقلل حرصك فأنت ميت عن قريب، وربما كان موتك وأنت قاعد ها هنا(16). قد جئت برجليك (وقد) تحمل إلى بيتك على جنازة. المؤمن يشتفي من نفسه إذا جاءتها الأذية يقول لها: وعظتك فلم تتعظي، من هذا حذرتك يا جاهلة(17) يا كافرة يا عدوة الله كل من لا يحاسب نفسه ولا يجادها(18) لا يفلح قال النبي صلى الله عليه [وآله 14) نعثر عليه 1) في (1): فتشتك.
(16) قصد الموت في مجلت وعظه هذا.
(17) إشارة إلى قوله تعاى إن النفس لأمارة بالسوء اسورة يوسف 53/12).
(11) في (ب): ويحاققها
صفحة ٢٢
============================================================
وصحبه) وسلم: "من لم يكن له واعظ من نفسه لم ينفعه / وعظ واعظه(14). من [1/10] أراد الفلاح فليعظ نفسه ويزهذها ويجاهدها. الزهد ترك المحرمات، ثم ترك الشبهات(20)، ثم ترك المباحات، ثم ترك الحلال المطلق في جميع الحالات حتى لا يبقى متروك في الجملة. حقيقة الزهد ترك الدنيا والآخرة، وترك الشهوات واللذات، وترك الوجود، وطلب الحالات والدرجات والكرامات والمقامات، وكل شيء سوى رب البريات، حتى لا يبقى إلا الخالق عز وجل الذي إليه المنتهى وهو غاية الآمال، إليه تصير الأمور. من المتكلمين من يتكلم عن قلبه، ومنهم من يتكلم عن سره، ومنهم من ) يتكلم عن نفسه وهواه وشيطانه. وعادة المؤمن [أن][10/ب] يتفكر ثم يتكلم، والمنافق يتكلم ثم يتفكر. لسان المؤمن وراء عقله وقلبه، ولسان المنافق أمام عقله وقلبه. اللهم اجعلنا مؤمنين ولا تخعلنا منافقين، وآتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. آمين.
(19) نجده بهذا اللفظ، ويشهد له ما رواه أحمد في الزهد ص7، عن مالك بن دينار، قال: أوحى الله تعالى إلى عيسى: أن يا عيسى عظ نفسك؛ فإن اتعظت فعظ الناس، وإلا فاي مفي (30) في (1): الشهوات.
صفحة ٢٣