============================================================
يناجي بها الحق عبذه في حضرة * اوحى" تتخطى كلماتها السالك الفاني ليصبع المخاطب هو النبي ونستطيع أن نسهل على القارىء الصورة فنقول : ان كل سالك يخرج عن ذاته طلبا للمقام المحمدي، يشبه- ان امكن التشبيه بلغتنا- عند وصوله، الذرات الكونية المحيطة بالقمر، التي هي في أصلها مظلمة وعندما ينعكس عليها نور القمر، تشكل هالة النور المحيطة به فهذه النرات المحيطة به لم تتغير حقيقتها، بل استقبلت أنواره على صفحة ذاتها ففنت عن هويتها لقربها منه ومن هنا نفهم لماذا كل خطاب يوجه للسالك في مقام فنائه، يتخطاه الى الإنسان الكامل بالأصالة إلى محمد ة وفي هذه الحضرة، أي حضرة أوحى، كشف للسالك عن أسرار، صرح منها ببعض المناجاة فقط، وخلاصتها تعريف السالك بنفسه أي بالإنسان ومكانته في الكون [ مناجاة التشريف)، وبربه الواحد الذي لا تحيط به الأفكار ولا تدركه البصائر ولا الأبصار[ مناجاة التقديس) ؛ وبنعم الله عز وجل على الإنسان السالك [مناجاة المنة]؛ وبأسرار مبادىء السور، وبعلو مقام محمد على كل مقام [مناجاة الدرة البيضاء) 6 - القسم الخامس : يبرز هذا القسم على شكل إمتحان، فكأن السالك بعد ما قطع كل هذه المواطن، وتكشفت له معميات الأمور، وتخبات الأسرار، وجب عليه أن يقف موقف المساءل . فالعلوم ان دققنا فيها النظر ، إنما هي أمانات، نتلقاها أمانة ونعطيها أمانة ؛ نأخذها على شرط الصون من النسيان، والعمل بها ، ونعطيها لأهلها على نفس الشرط. لذلك من المنطقي جدا أن يختتم ابن عربي معراجه العرفاني هذا بإمتحان للسالك في الإشارات النبوية الز ال انخ المعتمدة
النسخة (ا) مخطوط مكتبة ولي الدين. اسطنبول 1628 يبلغ عدد أوراقه: 75؛ وفي كل صحيفة 13 سطرا كتب بخط نسخي عادي
صفحة ٤١