============================================================
ومنذ البداية يأخذ معراج ابن عريي مكانته كرؤيا منامية خلية من تشريع.
جديد ، لذلك لا مقارنة بينه وبين معراج النبي . . لأن معراج البدن في اليقظة هو وقف على النبي ولا ذوق للولي أبدا في مقام النبوة . ويؤكد ابن عربي في الباب الثاني والستون وأربعماية من الفتوحات المكية انه لا نوق له في مقام التبوة ليتكلم عليه، وإنما يتكلم على ذلك بقدر ما أعطي من مقام الإرث فقط ، لأنه لا يصح لأحد من التابعين دخول مقام النبوة(36) . ويؤكد هذا المعنى نفسه في لاتربمان الأشواق" ان مقام النبي ممنوع للتابعين دخوله، وغاية معرفة التابع به من طريق الإرث، النظر اليه كما ينظر من هو في أسفل الجنة إلى من هو في أعلى عليين ، وكما ينظر أهل الأرض إلى كوكب السماء . ويروى عن الشيخ أبي يزيد أنه فتح له من مقام النبوة قدر خرم الإبرة - تجليا لا دخولا - فكاد أن يحترق فالمعراج الحسي التشريعي خصوصية نبوية ، والمعراج المنامي الروحي العرفاني إرث يحظى به الولي التابع المحمدي وهو لا يلحق النبي أبدا؛ يقول الشعراي في "اليواقيت والجواهر" ج 6 ص 64 : " فلا تلحق نهاية الولاية بداية النبوة أبدا، ولو أن وليا تقدم إلى العين التي يأخذ منها الأنبياء لاحترق. وغاية أمر الأولياء أنهم يتعبدون بشريعة محمد قبل الفتح عليهم وبعده.. فلا يمكنهم أن يستقلوا بالأخذ عن الله أبدا" وهكذا تتميز المراتب، فالأولياء وإن فضلوا العوام بعرفان وتصريف، إلا أنهم تراجعوا عن مداناة سلسلة طاهرة مطهرة معصنومة، ضمانة للناس، سلسلة ختمت بمحمد، فلا شريعة بعده ولا نبي. وانحصر تنافس الناس بعده في آتباعه.
ولم تتضح كامل الصورة الشرعية للمعراج الصوفي إلا مع ابن عربي ، الذي كان له عدة معارج منامية(37)، أهمها على المستوى الأدي والثقافي هو كتابه " الاسرا الى المقام الأسرى" ، ويليها النص الذي يقارن فيه بين معراج التابع ومعراج صاحب النظر. وننشره ملحقاه بالإسرا" فليراجع.
(36) را. الفتوحات ج4 ص 75 (37) لقد نشر الأستاذ محمود محمد القراب ، مجموع المعارج المتامية التي دونها ابن عربي في مؤلفاته ويبلغ عددها الخس في كتابه الخيال" . راجع الخيال، عالم البرزخ والمشال"، من كلام محي الدين ابن عربي . جمع وتاليف محمود محمد الغراب مطبعة زيد بن ثابت دمشن 1984
صفحة ٣٣