============================================================
وجاء كتابه " معراج التشوف الى حقائق التصوف" ، معجمأ للمفردات الصوفية، ولكنه معجم يراعي معراج المعنى بحسب مقام السالك. وعلى سبيل المثال حين يريد ابن عجيبة أن يشرح معنى المجاهدة، يقول : "مجاهدة الظاهر (وهي مجاهدة العوام) بدوام الطاعات وكفت المنهيات، ومجاهدة البواطن [وهي مجاهدة الخواص] بنفي الخواطر الرديئة ودوام الحضور في الحضرة القدسية، ومجاهدة السرائر [ وهي مجاهدة خواص الخواص] باسثدامة الشهود وعدم الالتفات إلى غير المعبود "(30) وتتعدد المؤلفات التي تتبنى هذه الرؤية المعنوية للفظ " معراج" ، والتي يجمعها قول ابن عربي في الفتوحات ج 3 ص4 5 : " فكل نظر إلى الكون ممن كان فهو: نزول، وكل نظر إلى الحق ممن كان فهو: عروج" : ومن هذا المنطلق تتعدد المعارج، بحيث لا يمكننا حصرها ، إذ يصبح كل كتاب يطرح طريقا للسالكين - بمقاماته وأحواله - معراجا، وعلى سبيل المثال نشير إلى كتاب فريد الدين العطار المشهور "منطق الطير،(31)، الذي يصور في القسم الثاني منه رحلة السالكين عبر أودية تبدأ بالطلب وتنتهي بالفناء .
2- مضمون "المعراج" : أما من حيث المضمون ، فقد حافظ المعراج على فكرة الصعود والحركة الحسية، وهنا نجد أدب الرحلات ينافس المعراج الصوفي بمؤلفات توسعت في تصوير الجنة والجحيم كرسالة الغفران للمعري؛ أو أراضي ومواطن أحلام ، كما في رسالة التوابع والزوابع لابن شهيد الأندلسي، ولكننا نتجاوز هذه الآداب، ونتجاوز كذلك شبيهها في الأعمال التي نظمت الثقافة الإسلامية نثرا، وشعرا، كقصيدة سنائي "سير العباد إلى المعاد"، لنهتم فقط بهذه النصوص التي تروي لنا قصة عروج، دون أن تتصل إلا من حيث الشكل بأدب الرحلات.
أول ما يسترعي الانتباه نص للجنيد (ت 297 ه)، الواصل الصاحي والمربي الصوفي؛ وعلى الرغم مما يكتنف هذا النص من طمس (0) أحمد بن عجببة معراج التشوف إلى حقائق التصوف ، مطبعة الاعتدال، دمشق 1937، ص6.
كسا يراجع :11199 00.6920110561 :6 ا0 عاء. 1651011 (31) منطق الطير لفريد الدين المطار. دراسة وترجمة بديع محمد جمعة دار الأندلس بيروت 1979 .
صفحة ٢٩