============================================================
اليعراج الثوني حرك المعراج أو العروج النبوي كلية النشاط الصوفي، فآندفع كتابهم لاستعارة ألفاظه ومفرداته من جهة، ومن جهة ثانية حفلت رؤى بعضهم المنامية بمعارج إلى السموات السبع فما فوقها ..
وسنتوقف عند استفادات الصوفية من لفظ المعراج ومضمونه. هذه الاستفادات التي تبين مدى تغلغل المعراج في التفكير الصوفي.
1 - لفظ "معراج" : من حيث المفرد ، وجد الصوفية أن لفظ " معراج" يصور حركة الترقي، وهو ليس حصرا على الحركة الحسية أي الترقي في السموات، بل يحمل هذا اللفظ معاني عقلية، كالتدرج في التطهر النفسي من ناحية، أو التدرج في التحقق بالعلوم من ناحية ثانية.
وهذا كتاب الإمام الغزالي "معارج القدس في مدارج معرفة النفس"، الذي يعرج فيه من معرفة النفس الى معرفة الحق جل جلاله، لقوله من عرف نفسه فقد عرف ريه } و اغرفكم بنفسه أعرفكم بريه}(28).
وكذلك كتابه "معراج السالكين" الذي يبين فيه أن الناطقين بكلمة الشهادة هم على سبع فرق. وان كل عقيدة فاسدة هي حجاب وظلمة، وان العالم كله هو السلم إلى معرفة البارىء سبحانه (29).
واستخدم أحمد بن عجيبة لفظ و معراج" ليصور به فكرته القائلة بأن الكلمة الواحدة، أو الكلمة الصوفية على التخصيص، يعرج معناها مع مقامات السالكين؛ فهناك معنى يفهمه العامة، ومعنى يرقى إليه الخاصة، ومعنى لا يناله الا خاصة الخاصة (28) العزالي معارج القدس . مطيعة الامتقامة . القاهرة د.ت. ص3.
(29) العزالي معراج السالكين. مكتب الجندي - مصر سللة القصور العوالي ج 3 ص 101
صفحة ٢٨