قال: وقال الأصمعي: (١) الصُّنبور، النَّخْلَة تبقى منفردة ويدِقّ أسفلُها.
وقال أعرابي في صِفَة نَخْله: صَنْبَر أسْفله وعَشَّشَ أعلاه.
قال: يعني دقَّ أسفله وقلَّ سَعفَهُ ويبس. قال أبو عبيدة وقولُ الأصمعي: أعجب إليَّ، يعنون إنَّه فَرْدٌ ليس له وَلَد ولا أخ، فإذا ماتَ انْقَطَع ذِكْرُهُ. هذا (٢) قول أبي عبيد.
قال أبو محمد: وقد تدبّرت هذا التفسير، فلم أرَ النَّخْلة إذا دَقَّ أسفلُها ويبس سَعَفُها أوْلى بأنْ تُشبه بالفرب الذي لا وَلَدَ له وَلاَ أخ من النخلة. إذا غلُظَ أسفلُها وَرَطُبَ سَعَفُهَا، لأنَّ هذه في الانْفِراد بمنزلة هذه. ولا أدري أيّ شيء أَوْحَشَه من قول أبي عبيدة وهو الصَّواب.
وإنَّما أرادوا أنَّ محمدًا ناشئً حدَثٌ (٣) بمنزلة الصُّنْبُور الذي بخرج من أصل النخلة (٤). يقولون: فكيف تتبعه المَشايخ والكبراء. وهو كذلك.
وأمّا قولُ الأعرابي في صفة نَخْله، صَنْبَر (٥) أسفلُه، فإنَّه أراد أنَّه
_________
(١) ينظر: كتاب النخل والكرم للأصمعي: ١٠، ١١، واللسان "ص/ ن/ ب/ ر". والفائق ٢/ ٣١٦، والتقفية.
(٢) ظ: هذا يعني.
(٣) وفي التكملة ٣/ ٧٥: الصنبور: الصبي الصغير.
(٤) ينظر: النهاية ٣/ ٥٥، والفائق ٢/ ٣١٦.
(٥) قال في الفائق: ويمكن أن يجعل نونه مزيدة، من الصُبْر، وهو الناحية والطرف لعدم تمكنه وثباته.
1 / 77