البعل من النَّخْل، وغير البعل وجميع الشَّجر يَشْرَبُ (١) بعروقه لا بأعاليه. ولأنَّ العِذْي (٢) والمَسْقيّ جميعًا تسقيها السماء. فأين هذا النخل الذي لا تسقيه السماء ولا غيرها. أَفي (٣) أرض لم تُمطَر قطّ، أم في كِنّ (٤). هذا ما لا يعرف. ولم أرهم يختلفون في البَعْل، إنَّه العِذْي بعينه. يدلّك على ذلك قول عبد الله بن (٥) رواحة لناقته حين خرج غازيًا:
إذا أبلَغْتِني وحملْتِ رَحْلي ... مسيرةَ أربعٍ بعد الحِنساء
فزادك أنعم وخلاك ذم ... ولا أرجع إلى أهلي ورائي
وآب المسلمون وغادروني ... بأرض الروم محتبس الثّواء
هنالك لا أبالي نخل بَعْل ... ولا سقْي إنْ عَظُم الإِتاء (٦)
ويروى (٧): سَقْىٌ وسِقْىٌ يقول: إذا اسْتُشْهدتُ لم أبالِ من عذي النخل وسَقْيه.
والعِذْي، نوعان:
أحدهما، العثريّ (٨)، وهو الذي يؤتى لماء المَطَر إليه حتى يسقيه.
_________
(١) في المطبوعة: فشرب.
(٢) ينظر: التقفية: ٦٨٨ وفيه: والسقي: ما جرى إليها.
(٣) ظ: في الأنهار.
(٤) الكن: بكسر الكاف، وقاء كل شيء وستره.
(٥) ينظر: لسان العرب: المواد (أتى، بعل، سقى)، والواقدي: ٧٥٩، وشرح أبي ذر: وديوانه (ص/ ١٥١ طبعة د. وليد قصاب) وفيه اختلاف في الرواية. ينظر ديوان عبد الله بن رواحة ص/ ١٥١.
(٦) الأتاء: بنقطتين من فوق، حمل النخل، والغلة، وعلى هذه الرواية، يكون في البيت اقواء.
(٧) ظ: روي. وينظر: إصلاح المنطق: ١٤.
(٨) اللسان (ع/ ث/ ر). والنهاية ٣/ ١٨٢.
1 / 53