إصلاح غلط أبي عبيد في غريب الحديث

ابن قتيبة ت. 276 هجري
45

إصلاح غلط أبي عبيد في غريب الحديث

محقق

عبد الله الجبوري

الناشر

دار الغرب الإسلامي

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٠٣ هـ - ١٩٨٣ م

مكان النشر

بيروت - لبنان

تصانيف

هكذا حدّثنا به في كتاب (١): "غريب الحديث"، وحدّثنا به في كتاب "الأموال" (٢) بهذا الإِسْناد فقال (٣): "فرَضَ رسول الله ﷺ الزَّكاة فيما سَقَت السَّماء، وفي البَعْل، وفيما سَقَت العُيون: العُشْرَ، وفيما سَقَت السَّواني (٤) نِصْفَ العُشْر" (٥) وقال أبو عبيد عن الأصمعي (٦): البَعْلُ: ما شرب بعروقه من الأرض من غير سقْي السَّماء ولا غيرها. فإذا سقَتْه السَّماء فهو عِذْيٌ. ومن البَعْل، قول النّابغة (٧) في صِفَة النَّخل: من الواردات الماء بالقاع تسْتَقي ... بأذنابها قبل اسْتِقاء الحَنَاجر (٨) قال: (٩) فأخبر أنَّها تشرب بعروقها، وهي الأذناب. هذا قول أبي عبيد (١٠). قال أبو محمد: وقد تدبَّرْتُ هذا التفسير وناظَرْتُ فيه الحجازيّين وغيرهم، فلم أرَ له وجْهًا. لأنَّ الحديث الأول: "ما سقي منه بَعْلا". وذكر هو أنَّ البَعْل لا تسقيه السَّماء ولا غيرها. وهذا نقض لذلك. ولأنَّ

(١) غريب الحديث لأبي عبيد. (٢) كتاب الأموال لأبي عبيد، والنص في الصحيفة: ٦٤٤. (٣) سقطت من: ظ. (٤) السواني: الإبل التي يستقى عليها من الآبار، وهي النواضح أيضًا، وهي ما يعرف الآن بـ "السواقي" .. (٥) ينظر: غريب الحديث ١/ ٧٠، وسنن أبي داود ٢/ ١٠٨. (٦) غريب الحديث ١/ ٦٧، واللسان (ع/ ذ / ١٩١/ ٢٧١)، والنهاية ١/ ١٤١. (٧) ديوان النابغة الذبياني ص ٩٩، واللسان (ح/ ن/ ج/ ر). (٨) في الديوان: بأعجازها قبل (٩) سقطت من: ظ. (١٠) غريب الحديث ١/ ٦٧.

1 / 52