/ والمؤمن العائذات الطير تمسحها ركبان مكة بين الغيل والسند 18 ب يعني أمن الطير في الجو من أن يصطاد فهو مؤمن لها إذا عاذت بالحرم ، ويقال للعبد مؤمن ، وهو هاهنا من التصديق ، قال الله تعالى : [ وما أنت بمؤمن لنا ] (¬1) معناه وما أنت بمصدق لنا ، فيقال للعبد : قد آمن بالله ورسله ، أي صدق الله وصدق رسوله ، بما ألقى إليه من الوعد والوعيد ، وإنما قيل للصدق مؤمن ؛ لأنه لما صدقه استسلم ، وآمن من كان على مثل تصديقه ، فيكون المؤمنون بعضهم في أمان بعض ، من ذلك قول رسول الله عليه السلام : ( المؤمن من أمن جاره بوائقه ) (¬2) 0
المهيمن : ومن صفاته تعالى المهيمن ، وقد اختلف في المهيمن فقال قوم : هو الشاهد ، وقال آخرون : الأمين ، وقال آخرون : الرقيب ، فسمى نفسه عز وجل مهيمنا ؛ لأنه شهيد على كل نفس بما كسبت ، لا يخفى عليه خافية ، ولا يعزب عنه شيء ، وهو الرقيب عليهم ، يعلم سرائرهم ، ويحصي أعمالهم ، وهو الحافظ عليهم ، الدافع عنهم ، الأمين الذي لا ينقصهم من حسناتهم ، ولا يلتهم من أعمالهم شيئا ، فتبارك الله المهيمن 0
صفحة ٥٧