[النسب الشريف]
[هو] ابن عبد الله الذبيح؛ وذلك أن أباه أمر في منامه بحفر زمزم، وسميت بذلك لأنها زمّت بالتراب (١)، أو لزمزمة الماء فيها (٢)، فمنعته قريش من ذلك، ولم يكن له من الولد إلا الحارث، وبه كان يكنّى، فنذر:
لئن ولد له عشرة نفر، ثم بلغوا أن يمنعوه، لينحرنّ أحدهم عند الكعبة لله تعالى.
فلما بلغوا ذلك، ضرب عليهم القداح (٣)، فخرج القدح على عبد الله وهو أصغر بنيه، كذا قاله ابن إسحق (٤)، والصواب بني أمه، وإلا فحمزة والعباس ﵄ كانا أصغر منه (٥).
_________
(١) عزاه في الروض ١/ ١٣٥: إلى البرقي عن ابن عباس ﵄، وقال: لئلا يأخذ الماء يمينا وشمالا، ولو تركت لساحت على الأرض حتى تملأ كل شيء.
(٢) زمزمة الماء: صوته.
(٣) القداح جمع قدح، وهو السهم، وكان للعرب سبعة قداح مستوية في المقدار، عليها أعلام وكتابة، فإذا أرادوا أمرا ذا بال اختلفوا فيه، جاؤوا إلى صاحب القداح ليضرب لهم بها، وهذا هو الاستقسام بالأزلام الذي نهى الله تعالى عنه في كتابه. ولمزيد تفصيل عنها انظر: سيرة ابن هشام ١/ ١٥٢ - ١٥٣، والمحبّر لابن حبيب/٣٣٢/، وتاريخ الطبري ٢/ ٢٤٠ - ٢٤١، والكامل لابن الأثير ١/ ٥٤٥، وبلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب للآلوسي.
(٤) السيرة ١/ ١٥٣.
(٥) كذا أيضا تعقبه السهيلي في الروض الأنف ١/ ١٧٦، ثم أجاب عنه بقوله: ولروايته وجه، وهو أن يكون أصغر ولد أبيه حين أراد نحره، ثم ولد له بعد ذلك حمزة-
1 / 47