197

الإرشاد إلى نجاة العباد للعنسي

تصانيف

التصوف

أبو عثمان(1) (مجاورة الفساق وأهل المعاصي من غير ضرورة فسق كامن، ومعصية مستترة في القلب ؛ لأن الله تعالى ذم قوما بها فقال: {وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم}(2)ولم يعذر من أقام فيها فقال:{ألم تكن أرض الله واسعة}(3) وإلى هذا ذهب الثوري.

فأما الهادي، والقاسم عليهما السلام، فمذهبهما ظاهر في تفسيق المجاور للفساق، وكلامهما في ذلك واسع.

وفي معاونة الظلمة نزل قوله تعالى:{احشروا الذين ظلموا وأزواجهم}(4) الآية.

قيل: ينادي مناد يوم القيامة: أين الذين كانوا يظلمون الناس في دنياهم ؟ فيقومون، فينادي أين أزواجهم ؟ يعني: أتباعهم الذين كانوا يعاونونهم، فلا يبقى أحد ممن كان يتابعه إلا قام معه، حتى من كان صب في دواتهم ماء، أو قرأ لهم كتابا، أو أخذ لهم ركابا، أو سلم عليهم، أو هوي هواهم، فيحشرون جميعا إلى النار.

وفي مدح الظلمة قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم:(إذا مدح الفاسق اهتز العرش)(5).

وروي مرفوعا(أنه كان في بني إسرائيل عابد لم يعص الله قط، وكان في زمانه ملك ظالم، فجاء ليسلم عليه، فضحك العابد في وجهه، وأخذ بيده، فمسخه الله تعالى)(6).

وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم (القوا أهل المعاصي بوجوه مكفهرة)(7).

وعن عبيد بن عبد الواحد(8) قال: (أخذت حظا من العلم وتزهدت، فلحقني جهد في المعيشة، فقدم علينا فلان أميرا، وكان عرفني فكنت أكتب إليه، فمررت بصومعتي يوما فسمعت صوتا ولا أرى شخصا) شعرا:

صفحة ٢٠١