ولما رأى الثوري عيسى بن موسى(1) وضع وجهه على باب حتى مر، فقيل: وما يمنعك من النظر إليه ؟ فقال: وما يمنعني أن لا أنظر إلى من لا ينظر الله إليه.
وأوحى الله تعالى إلى يوشع عليه السلام: أني مهلك من قومك أربعين ألفا من خيارهم، وستين ألفا من شرارهم، فقال: يا رب هؤلاء الأشرار فما بال الأخيار ؟ قال: لم يغضبوا لغضبي، وواكلوهم وشاربوهم(2).
وعن مالك بن دينار:(أوحى الله إلى بعض ملائكته أن أهلكوا قرية كذا. فقالوا: يا رب إن فيهم فلانا العابد ؟ قال: أسمعوني ضجيجه فيهم، فإن وجهه لم يتغير غضبا لمحارمي)(3).
وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم (لمقام أحدكم في الدنيا يتكلم بكلمة يرد بها باطلا، ويحق بها حقا أفضل من هجرة معي)(4).
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم:(لو أن عبدا قام ليله، وصام نهاره، وأنفق ماله في سبيل الله علقا علقا، وعبد الله بين الركن والمقام، ثم قتل مظلوما، ثم يكون آخر ذلك أن يذبح بين الركن والمقام مظلوما لما صعد إلى الله من عمله وزن ذرة ؛ حتى يظهر المحبة لأولياء الله، والعداوة لأعدائه)(5).
وكتب عمر بن عبد العزيز إلى ابنه ؛ حين بلغه أنه اشتري فصا بألف وثلاث مائة درهم، ونقش عليه عبد العزيز، فكتب: بلغني عنك كذا كذا، فعزمت عليك إذا أتاك كتابي هذا إلا بعته، بألف وثلاث مائة درهم، فوضعته في بطن ألف وثلاث مائة جائع، واتخذت خاتما من ورق، ونقشت عليه رحم الله امرأ عرف قدره.
وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم (من أعان ظالما فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه)(6).
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم (الجلاوزة والشرط أعوان الظلمة، وهم كلاب النار)(7).
صفحة ٢٠٠