الإنصاف في حقيقة الأولياء ومالهم من الكرامات والألطاف

الأمير الصنعاني ت. 1182 هجري
36

الإنصاف في حقيقة الأولياء ومالهم من الكرامات والألطاف

محقق

عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر

الناشر

عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة النبوية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢١هـ

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

وعظموها عند العوام فتخايل لهم أنَّ فاعل هذا أعلى مرتبة من الشافعي وأحمد. ولعمري إنَّ هذا من أعظم الذنوب وأقبح العيوب، فإنَّ الله تعالى قال: ﴿وَلاَتَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ﴾ ١، وقال ﵌: "إنَّ لنفسك عليك حقًا" ٢، "وقد طلب أبو بكر للنبي ﵌ في طريق الهجرة ظلًا حتى رأى صخرة ففرش له في ظلها"٣. قلت: وفي هذا الحديث أيضًا أنَّه حلب له ﵌ أبو بكر كُثبة من لبنٍ ثمَّ صبَّ عليها الماء لتبرد، ثم أسقاها رسول الله ﵌. وكم ينقلون عن ذي النون أنَّه لقي امرأة في السياحة فكلمها وكلمته٤، وينسون ما في الأحاديث الصحاح: "لا يحل لامرأة أن تسافر يومًا وليلة إلا بمحرم"٥. وكم ينقلون أنَّ أقوامًا مشوا على الماء٦ وقد قال إبراهيم الحربي: "لا يصح أنَّ أحدًا يمشي على الماء قط". فإذا سمعوا هذا قالوا تنكرون كرامات الأولياء فنقول: لا ننكرها؛ بل نتبع ما صح، والصالحون هم

١ سورة النساء، الآية ٢٩. ٢ جزء من حديث رواه البخاري (٣/٣٨ فتح) ومسلم (٢/٨١٥) عن عبد الله بن عمرو ﵄. ٣ رواه البخاري (٦/٥٦٦ فتح) عن البراء بن عازب ﵁. ٤ انظر على سبيل المثال حلية الأولياء (٩/٣٤٤، ٣٤٨، ٣٥٦) . ٥ رواه البخاري (٢/٥٦٦ فتح) ومسلم (٢/٩٧٧) عن أبي هريرة ﵁. ٦ انظر على سبيل المثال الرسالة للقشيري (ص:١٦٢، ٣٥٦) .

1 / 68