ولنا سلف بحمد الله صالح لاتجد لفقهاء العامة مثله، يروون الحديث عن الآباء والأجداد الطاهرين عن سيد المرسلين، لا يشاركهم فيه مشاركة إلا من عرفوا عدالته من شيعتهم الأخياركزيد بن علي عليه السلام ومحمد الباقر وجعفر الصادق، والإمام أحمد بن عيسى والقاسم بن إبراهيم، والهادي بن يحيى بن الحسين عليهم السلام، ومحمد بن منصور المرادي، والمؤيد بالله وأبو طالب وغيرهم، فهم قد اتخذوا من طرق الحديث أنهجها وأحسنها.
قال السيد الهادي بن إبراهيم أعاد الله من بركاته في كتاب (هداية الراغبين إلى مذهب العترة الطيبين): وصنف زيد بن علي مجموع الفقه، وهو أول من صنف من العترة النبوية وبوب الفقه أبوابا، وتكلم عليها، وليس بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وعلى آله إلا ثلاثة أبوه وجده الحسين بن علي، وأمير المؤمنين عليه السلام، فهو يروي عن زين العابدين وأبوه عن أبيه سبط سيد المرسلين، وهو عن أبيه خاتم الوصيين الأقرع البطين، فمن أولى بالتقليد والاتباع في الدين من لم يكن بينه وبين صاحب الشريعة إلا أبوه وجده وجد أبيه ثلاثة ابنان معصومان، والثالث قريب من العصمة أم غيره من علماء الأمة، لولا قلة الإنصاف أجلاف الأجلاف، فلينظر الناظر لنفسه، وقد ذكرنا من حديث الباقر بن محمد بن علي عليهما السلام تعظيمه لزيد، وأنه كان يقول فيه: هذا والله سيد بني هاشم، وقصته معه في كتاب أبيه [212] الذي كان طلبه منه وأنه استغنى عنه بكتاب الله.
صفحة ٨