إجازة العلامة أحمد بن يحيى حابس
بقلم القاسم بن محمد عليه السلام
بسم الله الرحمن الرحيم
وبالله الحول والقوة والطول.
يقول الفقير إلى الله تعالى أمير المؤمنين القاسم بن محمد لطف الله به آمين:
الحمد لله المكرم لنا بسنة سيد الأنام، الكرامة العظمى من نعمه التوام، وأباد به الجسام، المتفصل علينا بتوفيقنا لتحملها عن حفظتها الأعلام المتصلين إسنادا بالنبي محمد عليه وعلى آله من الله أفضل الصلاة والسلام إلى نظرائهم من أهل دين الإسلام، الطالبين معرفة الحلال والحرام وما سوى ذلك من الأحكام.
وبعد:
فإن دين الإسلام لما كان مأخوذ من سيد الأنام وخاتم الرسل الكرام، تراخت بنا الأيام عن إدراك زمانه، ففاتنا الأخذ عنه مشافهة، وخلف فينا كتاب الله المعلوم بالاضطرار، من دينه يسمعه أهل كل عصره عن من سبقه من غير حصر حتى ينتهي إلى سيد المرسلين، لا يختلفون في ذلك فهو معلوم الإسناد المتصل إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله، وخلف فينا صلى الله عليه وعلى آله سنته ، وإن لم يبلغ أكثر ما أسند منها مبلغ ما أسند به كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد.
فقد استعنا بالله سبحانه وطلبناه ففتح الله لنا من ذلك بنصيب وافر فلله الحمد كثيرا، بكرة وأصيلا.
ولنبدأ إن شاء بأسانيد العترة الطاهرين، وأشياعهم المتقين؛ لأن العترة قرناء وحي الله وشيعتهم متمسكون بهما، وقد قال صلى الله عليه وعلى آله: ((إني فيكم تارك ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبدا، كتاب الله وعترتي أهل بيتي، إن اللطيف الخببر نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض))، وأحاديث التمسك بالعترة الطاهرة لها طرق كثيرة، وردت عن نيف وعشرين صحابيا فيما رواه العامة.
صفحة ١
وأما الأئمة عليهم السلام وشيعتهم رضي الله عنهم جميعا فإنهم لا يختلفون في حديث التمسك ، ويرويه منهم خلف عن سلف، ويرفعونه إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله، يعرف ذلك من قرأ في علومهم واطلع على مصنفاتهم.
ثم نتبع ذلك بما يثبت لنا طريقة من سائر كتب الحديث وغيرها إن شاء الله تعالى.
فأقول وبالله الثقة والحول والقوة:
أنا أروي من فقه الزيدية الأزهار، وشرح بن مفتاح، والتذكرة، ومفتاح الفرائض، وشرح الناظري على السيد العالم التقي جمال الدين علي بن إبراهيم القاسمي، قراءة عن الفقيه العلامة محمد بن عبد الله بن رواع قراءة.
(ح) وعن الفقيه العالم المهدي بن أحمد الرجمي قراءة لجميع كتاب الأحكام من البحر، وإجازة لسائر كتب آل محمد وشيعتهم قراءة لكتاب الأحكام من البحر على الفقيه العلامة إبراهيم بن مسعود الحوالي، قراءة على الفقيه العلامة محمد بن عبد الله بن راوع مقدم الذكر، وإجازة له من الفقيه سعيد بن عطاف القداري الآتي ذكره إن شاء الله تعالى.
(ح) وعن السيد العلامة المجاهد في سبيل الله إبراهيم بن المهدي القاسمي الجحافي قراءة لأصول الأحكام للإمام أحمد بن سليمان، وإجازة لغيره عن السيد أحمد بن عبد الله بن الوزير، وقراءة لكتاب أصول الأحكام، وإجازة لغيره أيضا.
(ح) وعن السيد العلامة أمير الدين بن عبد الله قراءة لجميع كتاب شفاء الأوام من أوله إلى آخره، وإجازة لجميع كتب علوم أهل محمد وغيرها مما يأتي ذكره إن شاء الله تعالى.
عن السيد أحمد بن عبد الله بن الوزير مقدم الذكر.
(ح) وعن القاضي العلامة محب آل محمد أحمد بن صلاح الدواري الملقب بالقضعة إجازة عن السيد أحمد بن عبد الله الوزير مقدم الذكر.
وعن الحاكم عبد العزيز بن محمد بن بهران الآتي ذكره.
(ح) وعن الفقيه العلامة عبد الرحمن بن عبد الله الحيمي قراءة لقطعة من كتاب شفاء الأوام، وإجازة لباقيه عن السيد أحمد بن عبد الله الوزير المقدم ذكره.
صفحة ٢
(ح) وعن الحاكم عبد العزيز بن محمد بن يحيى بن بهران التميمي إجازة عن والده محمد بن يحيى ومشائخه الذين هم يحيى بن محمد بن حميد المقراني ومحمد بن علي بن عمر الصدمي والفقيه حسن الزريقي.
(ح) وعن السيد الأكمل صلاح بن أحمد بن عبد الله بن الوزير مقدم الذكر إجازة عن والده أحمد بن عبد الله.
(ح) وعن الفقيه العلامة عبد الله بن المعلا التيسائي إجازة عن السيد أحمد بن عبدالله مفدم الذكر.
(ح) وأروي أيضا جميع كتاب شفاء الأوام عن الفقيه المحقق المتقن عامر بن محمد قراءة عن الحاكم عبد العزيز بن محمد بن يحيى بن بهران قراءة عن مشائخه المذكورين.
(ح) وعن الفقيه سعيد بن عطاف القداري إجازة عن يحيى بن محمد بن حسن [211]المقراني.
(ح) وعن أحمد بن يحيى الذويد الصعدي إجازة عن عبد العزيز عن والده وعن مشائخه المذكورين، وهؤلاء الذين انتهى إليهم السند كلهم يروون عن الإمام يحيى بن شرف الدين عليه السلام جميع ما سنقف عليه إن شاء الله تعالى فيما يأتي ذكره من كتب أهل المذهب عليهم السلام وغيرهم من أتباعهم وغيرهم من فقهاء العامة.
وعلى الجملة فكل ما في هذا الإسناد مما هو سماع أو إجازة أو مناولة أو غيرها من الطرق للإمام شرف الدين عليه السلام، فقد صار لمنا بمثل تلك الطرق التي للإمام شرف الدين عن المقدم ذكرهم عن مشائخهم عن الإمام شرف الدين عليه السلام حسبما قد وضعناع ها هنا، والله الموفق والهادي.
ولبعض من تفدم ذكره من الطرق غير طريق الإمام شرف الدين عليه السلام كما يأتي إن شاء الله تعالى، ولنا أيضا من الطرق غير ما ذكرنا وسنقف علىذلك إن شاء الله تعالى.
صفحة ٣
وأقول وأنا العبد الفقير الخائف من عذاب ربه العلي الكبير أحمد بن يحيى بن أحمد بن حابس بعد حمد الله على سوابغ نعمائه، وبوالغ آلائه، والصلاة على النبي وآله لما من الله علي وأحسن إلي بالاتفاق بمولانا وإمام زماننا وحجة الله علينا القاسم بن محمد أيده الله ليلة السبت في العشر الأواخر من شهر محرم سنة اثنين وعشرين وألف.
كان من جملة ما ذكره لي وأوصاني به أن قال: إنما في علم الحديث ويكون الاعتماد على حديث القدماء من أهل البيت، إذ طريقهم فيه الطريقة المعتمدة حيث كان عمدتهم على طلب اليقين وترك الذي لا يغني من الحق شيئا.
قال عليه السلام: واعلم أن الحديث على خمسة أقسام:
الأول: المتواتر.
والثاني: المتلقى بالقبول عما يتفق عليه من أئمتنا والصحاح الستة للفقهاء.
الثالث: الأحادي، الذي يشهد له الكتاب إما بنص أو قياس، وهذه الثلاثة هي المعتمدة.
الرابع: الأحادي المصادم للكتاب، أو المتواتر، فهذا حقيق بالإطراح.
الخامس: الأحادي الذي لم يشهد له الكتاب ولا خالفه، فهذا لا يعتمد عليه لما قد علمنا من وقوع الكذب في الحديث ممن لانرضى طريقته.
ولما ذكر لي هذا الخطاب الذي أتى فيه بما يروق ويستطاب، سكن لذلك خاطري، وقر بذلك ناظري، فقلت له: أريد منكم ترسمون لي إجازة فيما قد حصل لكم فيه من طرق السماع وغيرها من الطرق المعتبرة، وما قد جمعتموه من كتب وجوابات.
فقال لي مشافها: قد أجزت لك جميع ما قد حصل لي فيه من الطرق المعتبرة، حسبما هو موضوع في كتاب الإجازة المسمى (كتاب إجازة المنصور بالله) وفيه إجازات عديدة من العلماء، منها ما يستند إلى الإمام شرف الدين عليه السلام كإجازته لمحمد بن يحيى بن بهران ومحمد بن علي بن عمر الضمدي وغيرها.
ومنها: ما سنده إلى عيره، وكذلك جميع ما قد ألفته من كتب وجوابات.
صفحة ٤
ثم إنه صلوات الله عليه قد كان أجاز لي قبل هذا التاريخ مثل هذه الإجازة، أعني بالعموم الشامل، ونص على كتب منها: كتاب (شفاء الأوام) بعد أن كنت قد قرأت عليه أيده الله قطعة منه، ولله الحمد، ويسأله تمام سماعه.
ومنها: كتاب (البحر)، ومنها: كتاب (الأساس) و(الإرشاد) و(التحذير) و( جواب مسائل عبد الجبار).
واشترط علي في إجازته مطلقا ما يشترطه العلماء من حسن التأدية والضبط، فالتزمت ذلك.
هذا من فضل الله علينا وعلى الناس، {ولكن أكثر الناس لا يشكرون }.
واعلم: أن مولانا وإمام زماننا أيده الله تعالى قد أحيا الله ما اندرس من معالم علم آبائه وأجداده الذين هم سفن النجاة، وله من العناية بسائر العلوم والتحري في طرقها ما ليس لأحد من أبناء زماننا مثله، سيما علم الحديث الذي كاد يندرس في البلاد وتنمطس معالمه مع شدة الحاجة إليه، وكثرة الاعتماد عليه، وهو بفتقر إلى تصحيح الرواية، لما قد وقع من التحريف والكذب على النبي صلى الله عليه وعلى آله.
نقلت من خط مولانا أمير المؤمنين أيده الله تعالى ما لفظه: المروي عن النبي صلى الله عليه وعلى آله من الأخبار غير مصون من إفك المنافقين، ووضع الفاسقين، ووهم الواهمين، ثم من حشو الملاحدة وأهل البدع والأهواء من المارقين والخوارج، وعتاة النواصب، وغلاة الروافض، وطغام المجبرة والمشبهة، وهمج القصاص والوعاظ، والحشوية وأغتام الظاهرية والكرامية والخطابية وغيرهم مما لأحصي كثرة من المسترسلين في وضع الأخبار من عوام المتفقهين ونساك [212] المتعبدين والمتصوفين والذاهبين إلى قبول المجهولين.
قال شعبة: لم يفتش أحد عن الحديث تفتيشي، فوجدت ثلثي ما وجدت كذبا.
صفحة ٥
وقال ابن المعتز: كذبنا عن الكذابين، ولقد تسامح من ينظر إليه في أحاديث الترغيب والترهيب، واعتمد من يعتمد على قوله في وجوب العمل بما ظن صدقه، مع أن المعلوم عقلا أن الظن يخطئ، ومع قوله تعالى: {وإن الظن لا يغني من الحق شيئا}، وقوله تعالى: {إن بعض الظن إثم }.
وروى أيده الله تعالى عن مقدمة جامع الأصول ما لفظه: قال شيخ من شيوخ الخوارج بعد أن تاب: أن هذه الأحاديث دين فانظروا عمن تأخذون دينكم، فإنا كنا إذا هوينا أمرا صيرناه حديثا.
وما ذكرناه فهو حاصل في زمن الصحابة أعني من التحريف والكذب على النبي صلى الله عليه وعلى آله، خلافا لابن الصلاح لأنه قال في النوع التاسع والثلاثين من كتاب معرفة أنواع علوم الحديث للصحابة بأسرهم خصوصية، وهي أنه لا يسأل عن عدالة أحد منهم، بل ذلك أمر مفروغ منه؛ لكونهم على الإطلاق معدلين بالكتاب والسنة، وإجماع من يعتد به في الإجماع من الأئمة، قال الله تعالى: {كنتم خير أمة أخرجت للناس}، وقال تعالى: {وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس}، وقال سبحانه: {محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار}.
وقال في نصوص السنة الشاهدة بذلك كثرة الحديث: أبي سعيد المتفق على صحته أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: (( لاتسبوا أصحابي...)) الخبر.
قال: ثم إن الأمة مجمعة على تعديل حمع الصحابة ومن لابس الفتن منهم، كذلك بإجماع العلماء الذين يعتد بهم في الإجماع.
صفحة ٦
قال مولانا أمير المؤمنين أيده الله تعالى: وهلا تلا ابن الصلاح قوله تعالى: {مردوا على النفاق لا تعلمهم...} الآية، وقوله تعالى: {منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة...} مع قوله تعالى: {من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها...} الآية، وهل يذكر ما روي في الصحاح قوله صلى الله عليه وعلى آله في أصحابه الذين يريدون الحوض فيجلؤ عنه، فقال: إنك لاتدري ما أحدثوا بعدك، وأين إجماع الأمة على التعديل مع استحلال دماء وقعة الجمل وصفين والنهروان دماء بعضهم بعضا، اللهم إلا أن يخرج أولئك عن الأمة، وكيف هم كانوا هم الأمة، ثم من هؤلاء الذي يعتد بهم بإجماعهم دون من سواهم إن كان بدليل خاص فليبرزه وهو في محل الاحتجاج الذي لا يقتصر فيه على مجرد الدعوى، ثم إن المخالفة أن تدعي خلاف ما ادعي، ثم لا يكون أيهما أولى بصحة دعواه من الآخر.
هذا جوابه عليه السلام على ابن الصلاح، ولقد أجاد وأفاد، فتأمله، فهو يدفع عنك زخارف أهل العناد.
هذا وإن أصحابنا المتأخرين قد سلكوا في كتبهم الفقهية طريقا كان الأولى بهم والأجدر بحالهم أن يسلكوا طريقا غيرها، وهي أنهم يعتمدون على نقل أقوال مخالفيهم من فقهاء العامة ويملوؤن كتبهم بكثرة أقوالهم حتى أنهم يذكرون للعالم أقوالا عديدة، ويعدون ذلك مفخرا عظيما.
وهذا غاية التساهل، فإن الأولى الإعتناء في حديث النبي صلى الله عليه وعلى آله الصحيح منه والساقط، فإنهم يحتجون بالحديث في تحليل أو تحريم، ولا يبحثون في صحته، ومن رواه مع ما في هذا من الخطر العظيم، وأنت ترى فقهاء العامة لا يلتفتون إلى أقوالهم ولا يعولون عليها، بل لا يبعد أنهم يدعون الإجماع مع إجماع الزيدية على خلاف ما ذكروه .
صفحة ٧
ولنا سلف بحمد الله صالح لاتجد لفقهاء العامة مثله، يروون الحديث عن الآباء والأجداد الطاهرين عن سيد المرسلين، لا يشاركهم فيه مشاركة إلا من عرفوا عدالته من شيعتهم الأخياركزيد بن علي عليه السلام ومحمد الباقر وجعفر الصادق، والإمام أحمد بن عيسى والقاسم بن إبراهيم، والهادي بن يحيى بن الحسين عليهم السلام، ومحمد بن منصور المرادي، والمؤيد بالله وأبو طالب وغيرهم، فهم قد اتخذوا من طرق الحديث أنهجها وأحسنها.
قال السيد الهادي بن إبراهيم أعاد الله من بركاته في كتاب (هداية الراغبين إلى مذهب العترة الطيبين): وصنف زيد بن علي مجموع الفقه، وهو أول من صنف من العترة النبوية وبوب الفقه أبوابا، وتكلم عليها، وليس بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وعلى آله إلا ثلاثة أبوه وجده الحسين بن علي، وأمير المؤمنين عليه السلام، فهو يروي عن زين العابدين وأبوه عن أبيه سبط سيد المرسلين، وهو عن أبيه خاتم الوصيين الأقرع البطين، فمن أولى بالتقليد والاتباع في الدين من لم يكن بينه وبين صاحب الشريعة إلا أبوه وجده وجد أبيه ثلاثة ابنان معصومان، والثالث قريب من العصمة أم غيره من علماء الأمة، لولا قلة الإنصاف أجلاف الأجلاف، فلينظر الناظر لنفسه، وقد ذكرنا من حديث الباقر بن محمد بن علي عليهما السلام تعظيمه لزيد، وأنه كان يقول فيه: هذا والله سيد بني هاشم، وقصته معه في كتاب أبيه [212] الذي كان طلبه منه وأنه استغنى عنه بكتاب الله.
صفحة ٨
وفي بعض كلام الباقر دليل عظيم على علم زيد بن علي عليهما السلام، وأن الباقر إنما سمي بهذا الاسم لتبقره في العلم، والتبقر التوسع، فإذا اعترف الباقر لزيد بالسيادة فقد اعترف له بالريادة عليه السلام في العلم بقوله لأبي خالد وأبي حمزة، وقد تقدم ذكرهما: يا أبا خالد ويا أبا حمزة إن زيد أعطي من العلم علينا بسطة، فصح بإفراده عليه السلام واعترافه أن زيدا كان أعلم منه وأفضل، فما ظنك برجل فاق الباقر فضلا وعلما، واعترف بفضله وصحة إمامته أبو حنيفة أكثر الأئمة فهما.
قال الذهبي في ترجمة جابر الجعفي: أنه حفظ عن الباقر سبعين ألف حديث، فانظر إلى سعة علمه عليه السلام، وانظر إلى سعة علم زيد حيث يقول الباقر: هو أعلم منه صلوات الله عليهما انتهى بلفظه.
قلت: ولم يخل زمان من قائم من أهل البيت عليهم السلام يعلن عن الحق ويظهره ويمحق الباطل ويطمسه، لقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((لاتزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين))، والمراد به أهل البيت لما صح من الأخبار المشهورة والمتواترة مثل قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبدا كتاب الله وعترتي أهل بيتي، إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض)).
وقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق وهوى)).
وقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((النجوم أمان لأهل السماء، فإذا ذهبت النجوم أتى أهل السماء ما يوعدون، وأهل بيتي أمان لأهل الأرض فإذا ذهب أهل بيتي من الأرض أتى أهل الأرض ما يوعدون)) إلى غير ذلك فقد دلت هذه الأخبار على عدم خلو الزمان منهم، فما ظنك بمن علمه هو العلم واتباعه هو النجاة، وسنده أصح الأسانيد.
قال العلماء: إن الله لما خلق الدنيا بأسرها من أجل محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم جعل دوامها بدوامه، ودوام أهل بيته عليهم السلام.
صفحة ٩
والذي يدل على نجاتهم ونجاة من اتبعهم أدلة كثيرة من الكتاب مثل: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا}، ومثل: { ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا} وهم أهل البيت؛ لأنه محمد بينه: (( إني تارك فيكم...))الخبر، ونحوه وغير ذلك من الآيات.
وأما الأحاديث فكثيرة.
روى مولانا أمير المؤمنين أيده الله تعالى في كتاب (الإرشاد) عن الديلمي رحمه الله تعالى أنه قال: الأحاديث التي من روايات الفقهاء المتفق عليها يعني في أهل البيت عليهم السلام ألف وستمائة وخمسة أحاديث غير ما ذكره أهل البيت عليهم السلام وشيعتهم رضي الله عنهم، منها ستمائة وخمسة وثمانون حديثا تختص بعلي عليه السلام، وسبعمائة وعشرون تختص بالعترة عليهم السلام، كل واحد منها يدل على إمامتهم وفضلهم على سائر الناس.
وروى أيده الله تعالى عن المنصور بالله عليه السلام أنه قال ما معناه: الأحاديث فيهم عليهم السلام من رواية الموالف والمخالف قربت من ألف ألف حديث.
فهذا تنبيه لطيف وإشارة يسيرة ترشدنا إلى أن أهل البيت عليهم السلام لايحتاج من اتبعهم إلى علم غيرهم؛ لأنه عليهم دين كامل كافل بنيل السؤل والمرام، فمالنا والتلذذ حول علم غيرهم والاحتجاج بحديث غيرهم عليهم السلام.
وقد روى النجري في مقدمة شرح البيان عن ابن أبي طالب عليهما السلام ما معناه أنه قال: كيف يحتج علينا بحديث من يستحل قطع رقابنا.
فينبغي للإنسان أن لا يقتبس إلا من يؤثرهم ولا يهتدي إلا بهديهم، وأن لايغره الشيطان بأن يقول: أنهم ليس لهم عناية في علم الحديث.
صفحة ١٠
ولا أقول لك أنك لا تذكر حديث غيرهم رأسا فينبغي ذكره زيادة في تأكيد الحجة، واستعانة على دحض الخصم بحديثه الذي يصح عنده، وهذا مقصد مهم، وإنما أردت بقولي لك أولا أنك لا تجعل حديثهم أصلا في دينك يرجع إليه ويرجحه على حديث أهل البيت عليهم السلام، فافهم أيها المسترشد موفقا.
واعلم: أنه يجب عليك التفهم لكتاب الله تعالى وما صح لك من الأخبار حتى إذا ورد عليك شيء من الحديث عرضته على ذلك، فإن وافقه ولو بتأويل من غير تعنيف قبل، وإلا أطرح، وعند ذلك يستهل عليك عبور هذا الميدان والدخول في هذا الشأن.
ولقد تكلم في ذلك الفقيه الحافظ رزين معاوية الأندلسي بكلام يشفي الأفئدة من الأوام، ويذهب عنها حزة الاضطرام، ذكره في أول كتاب تجريد الصحاح، قال ما لفظه: وأعلم أنه كما يحتج طائفة بأن هذا ليس في الصحيح، فكذا يحتج طائفة أخرى لما يرومون به الانحلال من الصحيح وغيره بنحو ما روي عن سفيان بن عيينة من قوله: الحديث فضله فضله إلا للفقهاء.
ولعمري لقد صدق على الوجه الذي قصده لا على الوجه الذي تأولوه هم عليه.
نعم: وأيضا فلو كان مما ليس له إلا وجه واحد يحمل عليه لما كان ينبغي أن يجعل قول أحد في مقابلة قول رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلا معترضا عليه، ولو ارتفع ما ارتفع في علمه وزمانه، وكيف وقد قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((تركت أمرين لن تضلوا ما تمسكتم: كتاب الله وسنة رسوله)).
صفحة ١١
وقال عليه السلام: (( إنما أنا رحمة مهداة))، وقد قال تعالى: {وما أرسلناك إلا رحمة [213]للعالمين}، فقد بين صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن حديثه وسنته هدى، وأن لا ضلالة على من تمسك به، وإنما معنى قول سفيان رضي الله عنه: الحديث هدى إلا لمن لايتفقهه ويروم إحالته ويناوله بغير علم على ما لا يصح ولا يليق به بوجه، فهو لهذا مضلة، فهذا معنى لفظه، والمقصود من اللفظ المعنى هو روحه وسره، وحين أطلق سفيان هذا اللفظ ما منعه من تقييد، والله أعلم، إلا أنه قد علم أنه لا يلتبس على أحد ممن سمعه إلا أحد من الرعاع الذين لا مبالاة بهم ولا بأمثالهم، ولا يتوهم ذو علم وفهم أنه يعني أن حديث رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم سبيل إلى الضلال، ولا أن التمسك به ضلال، فإن اعتقاد هذا بإجماع ضلال.
نعم ويحتمل أن يريد حين لم يرد في اللفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن يريد أن الحديث من أحاديث الناس أو مما يروون من الموضوعات والإسرائليات، وأحاديث من قبلنا ممن لا يوافق حكمة الله ولا سنة رسوله مما يروى غير الثقات من الأحاديث الموضوعة والمغيرة عن وجهها فمثل هذا تعلق به الجاهل، لم يؤمن عليه الضلال، وإنما يميزه ويفصل الحقيقة فيه أهل الفقه والعلم العالمون بكتاب الله، وما صح عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من السنة.
صفحة ١٢
وهذا وجه أو يكون أراد أن من تأول حديث رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بغير حقيقة فقه له ولا صحة فهم بمعناه، ربما أخرجه تأويله إلى الضلالة، ألا ترى إلى قول الحسن البصري لما سأله عن تعلم العربية فقال له حسن: فتعلمها فإن الرجل يقرأ الآية فيعيا بها بوجهها فيضل، أو قال: فيهوي في النار، وإذا كان من تأول القرآن الذي هو أصل كل هدى بغير فقه ولا علم يخرجه ذلك إلى الضلال، فهكذا يكون حال من تأول حديث رسول الله صلى الله عليه بغير علم ولسنا بصدد الرد على أهل الأهواء.
فلنرجع إلى الغرض فنقول: أصل الحديث راجع إلى القرآن، وإنما هو تفصيل لمجمله فاعتمد على القرآن وما في الصحاح المذكورة، وقس على ذلك جميع ما ورد عليك من الحديث، فما وافقه فلا تتلعثم في قبوله ولينشرح صدرك ولا تستبعد أن يكون في الصحاح المذكورة أصل لكل حديث يرد عليك أو معنى يقويه أو يضعفه، لكن تحتاج إلى تعاهدها وتذكارها، فإن أهل الحديث قد جمعوا معاني الحديث إلى أحاديث يسيرة حتى قال بعضهم: إن أربعة أحاديث تجمع على ذلك على وجه وقع لهم ورأوه، وهو قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((الحلال بين والحرام بين وبين ذلك أمور مشتبهات، فمن اتقى الشبهات استبرئ لعرضه ودينه، ومن وقع في الشبهات يوشك أن يواقع الحرام، كالمرتعي حول الحمى يوشك أن يواقعه، ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله في أرضه محارمه...)) الحديث، وكقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((من حسن إسلام المرء تركه ما لايعنيه)).
وقوله عليه السلام: ((إنما الأعمال بالنيات وأنما لامرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله...)) الحديث.
وقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لرجل يوصيه وقد سأله أن يوصيه وقد سأله أن يوصيه: ((لاتغضب)).
وقال آخرون: بل الواقع قوله لرجل وقد قال له دلني على عمل إذا عملته أحبني الله، وعمل إذا عملته أحبني الناس.
صفحة ١٣
فقال: ((إن ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما في أيدي الناس وانبذ التهم بما في يديك يحبك الناس)).
وقال آخرون: بل الواقع قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((يا أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا الطيب، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال: يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا، وقال: {يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم}، ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر ومطعمه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك، فإذا كان هذا هكذا فلا يستعبد أن يكون القرآن أصل العلوم، ثم الصحاح المشهورة أس بنينا عليها جميع الحديث، فما وافقت فلا تتلعثم في قبوله، وما خالفه ترك من غيري أن يحال عن وجهه بتغير معناه، فإنما الفقيه من أخذ فقهه عن الكتاب والسنة والإجماع داخل في السنة؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قد بين بسنته أن الأمة لا تجتمع على ضلالة، وهو مأخوذ من القرآن من قوله تعالى: {ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين...} الاية، انتهى ما ذكره الحافظ رزين.
وإذا قد نجز هذا فلنرجع إلى ما نحن بصدده، فنقول:
أنه لما كان الأمر كما أسلفنا، ومن الله علينا بهذه الطريق الحسنى، وكانت عامة في جميع العلوم من طرق شتى قد ذكرها مولانا أيده الله تعالى، اتجه أن يذكر شطرا من تلك الطرق، وهي طريق الحاكم عبد العزيز بن محمد بن يحيى بن بهران رحمه الله تعالى؛ لأنا ظفرنا بطرقه [214]من قومه بخطه وخط غيره من العلماء الذين حصل له من قبلهم الطرق، وإن كان ماعداه من سائر العلوم الدينية، قد ذكر الإمام المهدي لدين الله أنه يجوز لأحد فيها صفة العالم وإن لم يحصل تلك الطرق.
قال الفقيه يحيى بن محمد بن حميد في كتاب ( الشموس والأقمار) ما لفظه:
صفحة ١٤
وقد يكون الوحادة أبلغ حالة من الآحاد، لا سيما جيث كان في الكتاب أثر التصحيح والضبط والعناية من أهل المعرفة، وقد يقول المحقق ثم قرأه وتصحيحا وضبطا على كذا، فإن هذه النسخة التي هذا حالها أبلغ من أن يقول أجزت لفلان كتاب كذا ولذلك الكتاب نسخ عديدة لا يتميز صحيحها عن سقيمها، وقد ذكر الإمام المهدي عليه السلام في (المنهاج شرح المعيار) ما معناه: أنه يجوز الأخذ بما صنفه العالم وإن لم تحصلب تلك الطرق؛ لأنه لايعمل ذلك الكتاب ويضعه إلا وقد أراد الأخذ بما فيه، والعمل به، بل من أدلة سواه، لكن إنما يجوز في النقليات بشرط أن يكون ذلك الكتاب قد ضبطت ألفاظه على غير تلك الصفة حتى لا يتردد في المراد.
وأما العقليات فإنما يعمل بذلك كتاب حيث طابق ما فيه ما وقر في نظره فحينئذ يكون عملا يتعلمه لا لو لم يوافق لم يعمل، إذ لا يجوز التقليد فيها، انتهى.
قلت: أما حديث النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فإنه يجب أن يؤخذ فيه بأحسن الطرق، ويتحرى فيه مبلغ الجهد بكثرة الطرق لما أسلفنا.
وها نحن ذاكرون تلك الطريق - أعني طريق الحاكم المذكور رحمه الله تعالى.
منقول من خط الحاكم المذكور ما لفظه:
هذه الأحادة الصادرة من حي الإمام المتوكل على الله تعالى يحيى شرف الدين بن شمس الدين بن الإمام المهدي أحمد بن يحيى أعاد الله من بركاتهم لحي الوالد العلامة عز الدين وبقية المجتهدين محمد بن يحيى بن محمد بن بهران البصري التميمي الصعدي قدس الله روحه في الجنة، ولسيدنا وبركتنا الفقيه العلامة ا الأوحد عز الدنيا والدين محمد بن علي بن عمر الضمدي رحمه الله (مد الله مدته).
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
صفحة ١٥
الحمد لله الذي فتح لنا أبواب الهداية، وأوضح لنا مناهج الدراية، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة أستدر بها من الله سبحانه شآبيب اللطف والرعاية في البداية والنهاية، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، الذي شرع منه وإليه فوائد الرواية، صلى عليه وعلى آله وسلم، صلاة دائمة ما رويت له سنة ، وتليت عنه آية، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وبعد:
فإنه طلب منا الفقيهان العالمان الخيران الأفضلان الفقيه الفاضل المحدث الأصولي النحوي المفسر، فريد دهره وشمس عصره، وزينة مصره، عين أعيان العلماء من شيعتنا العاملين المحبين لسند رسول رب العالمين من علمه بحره ممدود سبعة أبحر، يوم في المعلوم كعمر سبعة أنسر العلم ثيابه، والأدب ملء إهابه، ما يؤنسه ما الوحشة إلا الدفاتر، ولا يصحبه في الوحدة إلا المحابر، علم الفضل وواسطة عقد الدهر وبادرة الدنيا وغرة العمر، علامة الأوان، المفسر للقرآن عز الدين بن محمد بن يحيى بن بهران البصري، والفقيه العالم نقي الساحة والمآثم، بريء الذمة من الجرائم، أحد علماء الشيعة المحققين، وخير الأخيار الفضلاء الصالحين، المصقع الفصيح الحبيب الآخذ من كل فن بأوفر نصيب: بدر الدين محمد بن علي بن عمر التهامي في الإجازة لهما زادهما الله من توفيقه، فاستخر بالله سبخانه وأجزنا لهما جميع مسموعاتنا ومجازاتنا، وما لنا من مؤلف ومصنف، ومنصوع ومنثور من كتب الحديث والفروع، والأصولين والعربية وجميع ما يجوز لنا روايته.
صفحة ١٦
فمن ذلك بالإجازة من شيخنا الفقيه الفاضل أحد الثقات الأماثل، المفتي جمال الدين على بن أحمد الشطبي المكابري بعد سماعنا عليه من كتاب الأحكام البحر الزخار لجدنا الإمام العلامة المهدي لدين الله أحمد بن يحيى بن المرتضى بن أحمد بن المرتضى بن المفضل بن المنصور بن الحجاج بن علي بن يحيى بن القاسم بن الإمام الداعي يوسف بن الإمام المنصور يحيى بن الإمام الناصر أحمد بن الإمام الهادي يحيى بن الحسين بن الإمام القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن الرضي بن الحسن سبط رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بن علي بن أبي طالب عليه السلام.
وقد اجاز لنا ذلك المسموع الفقيه الفاضل العالم والمتفنن، وأصوله وما عورض به، وهو يروي ذلك بالسماع لكتاب الأحكام والإجازة لغيره عن شيخه الفقيه الفاضل المتفنن الأزهد الأعبد جمال الدين علي بن زيد بن الحسن، وهو يرويه بالإجازة من طريقين:
الأولى: عن والدنا الإمام المتوكل على الله المطهر بن محمد بن سليمان بن يحيى [214] بن الحسن المشهور، وهو يرويه سماعا عن مصنفه والدنا الإمام الأعظم الحجة المهدي لدين الله أحمد بن يحيى عليه السلام.
صفحة ١٧
الثانية: عن القاضي العلامة العابد الزاهد عماد الدين يحيى بن أحمد بن مرغم، وهو يرويه إجازة عن مصنفه الإمام المهدي عليه السلام، والفقيه المذكور جمال الدين علي بن زيد يروي كتاب الأحكام للهادي إلى الحق يحيى بن الحسين عليه السلام، وفروع الفقه وأحاديث الأحكام عن السيد العلامة صلاح الدين عبد الله بن يحيى بن المهدي الحسيني، عن الفقيه الثقة العالم نجم الدين يوسف بن أحمد بن عثمان عن القاضي الأجل مصنف التذكرة شرف الدين الحسن بن محمد النحوي، عن الفقيه العالم المذاكر عماد الدين يحيى بن حسن البحيح، عن الأمير العالم المؤيد بن أحمد بن يحيى بن يحيى بن الناصر بن الحسن المعتضد بالله بن الإمام المختار لدين الله القاسم بن الإمام الناصر لدين الله أحمد بن الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين عليهم السلام، عن الأمير الأعلم المحدث مصنف شفاء الأوام الحسين بن محمد بن أحمد بن يحيى بن يحيى، عن الأمير الأفضل مصنف كتاب اللمع علي بن الحسين بن يحيى بن يحيى عن الشيخ محيي الدين عطية بن محمد البحراني، عن الأميرين الركنين شمس الدين وبدره يحيى ومحمد ابني أحمد بن يحيى بن يحيى الفاضل الأجل الأعظم جعفر بن أحمد بن عبد السلام عن الكني أحمد بن أبي الحسن بن أحمد العالم المصنف الجبلي، عن أبي الفوارس توران شاه بن حبرو شاه بن بابويه الجبلي، عن علي بن أموح الجبلي أيضا الكني بعدل أهل الأرض، عن القاضي الأجل مصنف الشرح المرجوع إليه في الفقه زيد بن محمد المصلي عن الشيخ الأجل المنصف علي بن محمد خليل الجبلي عن القاصي الأجل يوسف الخطيب قاضي الإمام المؤيد بالله عليه السلام، عن المؤيد بالله أحمد بن الحسين بن هارون المشهور، عن خاله السيد الأجل الأعظم أبي العباس أحمد بن إبراهيم بن الحسين المشهور، عن السيد الأجل ناشر علم الإمام الهادي عليه السلام في الجبل والديلم وخراسان، وسائر عراق العجم عماد الدين يحيى بن الإمام الأجل الأعظم جبريل أهل الأرض أمير المؤمنين محمد بن المرتضى بن الإمام العلامة الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين عليه السلام.
رواه يحيى المذكور عن عمه الإمام الناصر أمير المؤمنين أحمد بن يحيى الهادي عليه السلام، عن أبيه الهادي عليه السلام عن أبيه الحسين الحافظ عن أبيه الإمام نجم آل الرسول القاسم بن إبراهيم، عن أبيه إبراهيم القمر عن أبيه إسماعيل الديباج عن أبيه إبراهيم شبيه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، عن أبيه الحسن الرضي عن أبيه الحسن السبط عن أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه في الجنة، عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
وللقاضي يوسف المذكور أولا بطريق أخرى عن الاستاذ أبي القاسم الحسن بن علي بن أبي الحسن المعروف بتال، كذا وهو يروي عن الإمام المؤيد والإمام المؤيد يرويه بالسند المتقدم، وللمؤيد بالله عليه السلام طريق أخرى رواها عن أبي العباس الحسني أيضا يرويها عن الإمام القدوة أبو زيد عيسى بن محمد بن أحمد بن عيسى بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام، يرويه عن أبيه الإمام محمد بن أحمد بن عيسى عن آبائه عليهم أفضل الصلاة والسلام.
وللمؤيد بالله طريق يرويها عن محدث آل محمد الفقيه العالم المجتهد أبي الحسين بن إسماعيل، عن الناصر لدين الله أمير المؤمنين الحسن بن علي الأطروش سبط رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، عن الإمام شيخ الإسلام محمد بن منصور المرادي.
ومحمد بن منصور له طريقان:
أحدهما: عن الإمام القاسم بالسند المتقدم عن آبائه.
صفحة ١٩
والثانية: عن الإمام عالم آل محمد أحمد بن عيسى بن زيد بن علي عن أبيه عيسى الحافظ عن أمير المؤمنين إمام أهل البيت المطهر بن زيد بن علي عن أبيه زين العابدين بن علي بن الحسين عن أبيه سيد شباب أهل الجنة سبط رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم الحسين بن علي بن علي بن أبي طالب عن سيد العالمين رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، والإمام أحمد بن عيسى المذكور، عن أبي خالد عن زيد بن علي بالسند المتقدم، ومحمد بن منصور الحافظ، يرويه أيضا عن الحسين بن علوان، عن أحمد بن عيسى عن أبي خالد عن زيد بن علي بالسند المتقدم.
والإمام أبو العباس المتقدم ذكره له طريقان:
أحدهما: قد تقدمت، والأخرى عن الإمام علي بن العباس عن الهادي يحيى بن الحسين عن آبائه كما تقدم.
وللمؤيد طريق أخرى رواها الفقيه الحافظ الحجة علي بن سعيد.
قال حدثنا أمير المؤمنين الناصر لدين الله الحسن بن علي الأطروش، قال حدثنا الحافظ المشهور بشر بن هارون، قال حدثنا محدث ملاذ الحجة الفقيه يوسف بن موسى القطان، قال حدثنا الحافظ المشهور جرير بن عبد الحميد، قال حدثنا الحافظ الثقة مغيرة بن مقسم الضبي، قال حدثنا زيد بن علي وذكر السند [215]المتقدم.
وللمؤيد أيضا طريق أخرى رواها عن أبي العباس أحمد بن إبراهيم.
حدثني أبي قال أخبرني حمزة بن القاسم العلوي العباسي، قال حدثنا جعفر بن محمد بن مالك، عن محمد بن منصور المرادي، عن محمد بن عمر المازني، عن يحيى بن راشد، عن نوح بن قيس، عن سلامة الكندي، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
صفحة ٢٠
ولنا من كتب أهل الحديث الأحاديث الصحاح في شرح التجريد للمؤيد بالله عليه السلام بالسند المتقدم إليه شرط فيه عليه السلام أشد مما شرط البخاري ومسلم رحمهما الله في ديباجة شرح التجريد المذكورة، وهو ممن لا يقبل المراسيل من أهل البيت، واكثرهم تقبلها، وقد احتج بقبولها والدنا الإمام المهدي لدين الله عليه السلام في ديباجة البحر وشروحها بما هو مبسوط هنالك، وطريقنا في مجموع زيد بن علي عليه إفضل الصلاة والسلام الإجازة الصحيحة من السيد الإمام العلامة المحدث الحافظ محدث اليمن إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن الهادي بن إبراهيم بن علي بن المرتضى.
قال السيد إبراهيم: وطريقي في مجموع الإمام الأعظم زيد بن علي عليه السلام، هي قراءتي له على حي مولانا السيد الإمام شيخ العترة الكرام في زمانه ومفسرها، ومحدثها، والمعتني بعلومها الصاحي صلاح الدين بركة أهل البيت المطهر بن عبد الله بن يحيى بن المهدي الحسيني الزيدي نسبا ومذهبا، وهو يرويه بقراءته له على والده السيد العالم المتأله يحيى بن المهدي بقراءته له على السيد الإمام الواثق برب الأنام المطهر بن محمد بقراءته له عن الشيخين الفاضلين حميد بن أحمد بن للوليد القرشي، وحنظل بن الحسن بن شعبان القرشي، قالا: أخبرنا القاضي الأجل شمس الدين جمال الإسلام والمسلمين جعفر بن أحمد بن عبد السلام.
صفحة ٢١