الشاهد فيه
استعمال "جعل" كاستعمال الأفعال التي لمقاربة الفعل، والأخذ فيه، كقولهم: طفق يفعل، وأخذ يقول، وجعلت يثقلني ثوبي، كما تقول طفقت أتكلم، وكدت أقوم.
لغة البيت
"جعل" هذه اللفظة تقال على أنحاء. يقال: جعل الشيء يجعله جعلًا، واجتعله، كلاهما: وضعه. قال:
وما مغبُّ بثني الحنوِ مجتعلٌ ... في الغيلِ في ناعمِ البرديِّ محرابًا
وجعله، يجعله، جعلًا: صنعه. قال سيبويه: "جعلت متاعك بعضه فوق بعض: ألقيته" وقال مرة: عملته. وجعل الطين خزفًا: صيره. وجعل البصرة بغداد: ظنها إياها، وجعل يفعل كذا: أقبل وأخذ. وقال الزجاج: جعلت زيدًا أخاك: نسبته إليك.
وقوله تعالى: (إنا جعلناه قرآنًا عربيًا) معناه: بيناه، حكاه الزجاج.
وقوله تعالى: (وجعلوا الملائكة الذين هم عند الرحمن إناثًا) قال الزجاج: "الجعل" هنا في موضع القول، والحكم على الشيء، كما تقول: قد جعلت زيدًا
1 / 78