ذلك على قدم الحروف إذ لو لم تكن قديمة لكان ثَمّ شيء خارج عن علمه تعالى وذلك محال.
ويدل على قدمها من حديث رسول الله ﷺ وجوه:
الأول: مارواه عثمان بن عفان ﵁ قال" سألت رسول الله ﷺ عن ألف ب ت ث إلى آخرها، فقال: "الألف من اسم الله الذي هو الله والباء من اسم الله الذي هو الباري" ١ فاشتق لكل حرف حرفًا من صفات الله إلى آخر الحروف والسر في أن هذه الحروف مباني كتب الله المنزلة بالألسن المختلفة ومباني صفاته القديمة وأسمائه الحسنى، فالقول بحدوثها يوجب طرق الحدوث إلى ذلك، وقدمها ثابت بالإجماع.
الثاني: عن أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: "إن الله قرأ طه ويس قبل أن يخلق آدم بألفي عام فلما سمعت الملائكة القرآن قالت: طوبى لأمة ينزل عليها هذا، طوبى لأجواف يوعى فيها هذا، طوبى لألسنة تتكلم بهذا" ٢
وهذا صريح في تقدم الحروف قبل آدم والخصم لا يقول بذلك فيصير محجوجًا.
الثالث: ماروي عن النبي ﷺ أنه قال:"إن الله ناجى موسى بمائة ألف كلمة٣"
_________
١ لم أقف عليه فيما بين يدي من مصادر.
٢ رواه اللالكائي في" اعتقاد أهل السنة" (٣٦٩) وابن أبي عاصم في" السنة" (٦٠٧) والدرامي (٣٤١٧) وابن خزيمة في" التوحيد" (١٠٩) والبيهقي في" الأسماء والصفات" (٢٣٢) وابن عدي في"الكامل" (١/٢١٩) من حديث أبي هريرة وفيه إبراهيم بن مهاجر، وهو ضعيف.
قال ابن حبان: هذا متن موضوع"المجروحين" (١/١٠٨) .
وأورده ابن الجوزي في" الموضوعات" (١/١١٠) .
٣ رواه الطبراني في" الكبير" (١٢٦٥٠) و" الأوسط" (٣٩٣٧) وعبد الله بن أحمد في" السنة"=
1 / 19