38

حصول المأمول بشرح مختصر الفصول في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم

الناشر

نادي المدينة المنورة الأدبي

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٤٠ هـ - ٢٠١٩ م

تصانيف

رسُولُ الله ﷺ فَرِقَ منهُ، وذهبَ إلى خديجةَ، وقال: زمّلُوني. دثّرُوني. فأنزَلَ اللهُ عليه: ﴿يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ * وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ﴾ [المدثر: ١ - ٤]». الكلام عليه من وجوه: ١ ــ مقصود المؤلف بفترة الوحي: أن جبريل بعد مجيئه إلى النبي ﷺ في الغار انقطع عنه مدة من الزمن قبل أن يعاوده المجيء مرة أخرى. ـــ ولعل الحكمة في هذا الانقطاع: حتى يذهب عنه ما أصابه من الخوف والفزع في اللقاء الأول، وحتى يحصل له الشوق إلى لقاء جبريل مرة أخرى. وفترة الوحي ثابت في حديث عائشة السابق في الصحيحين. ٢ ــ وقد اختلف في مدة الانقطاع على أقوال، ولم تأت رواية حاسمة في المسألة، والذي رجحه الشيخ أبو شهبة (^١) والمباركفوري (^٢) أنها دامت أيامًا، وهو مروي عن ابن عباس (^٣). وقال الدكتور العُمَري: "يبدو أنها لم تدم طويلًا" (^٤). ٣ ــ وقوله: "وذهب مرارًا ليتردى من رؤوس الجبال": بنى المؤلف هذا على رواية وردت في البخاري من كلام الزهري، وفيها: «وفتر الوحيُ فترة حتى حَزن النبيُّ ﷺ، فيما بلغنا، حُزنًا غدا منهُ مِرارًا كي يتردَّى مِنْ رءوس شَواهِق الجبَال» (^٥).

(^١) السيرة النبوية لأبي شهبة ١/ ٢٦٤. (^٢) الرحيق المختوم ص ٥٨. (^٣) شرح المواهب للزرقاني ١/ ٤٤١. (^٤) السيرة النبوية الصحيحة ١/ ١٢٧. (^٥) صحيح البخاري «٦٩٨٢».

1 / 45