حصول المأمول بشرح مختصر الفصول في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم
الناشر
نادي المدينة المنورة الأدبي
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٤٠ هـ - ٢٠١٩ م
تصانيف
٤ ــ قوله: "فهي أول صدّيق له": أي أنها أول من آمن به وصدّقه ﷺ، وهذا هو القول الصحيح الذي تقتضيه المرويات الصحيحة؛ أن أول من آمن بالنبي ﷺ على الإطلاق هي زوجه خديجة بنت خويلد ﵂.
واختلف فيمن آمن بعدها، والذي ذكره ابن إسحاق: أنه علي بن أبي طالب ﵁، ثم زيد بن حارثة، ثم أبو بكر الصديق ﵁ (^١).
ونقل ابن عبد البر عن بعض السلف أن أبا بكر أسلم قبل علي (^٢)، والأمر في هذا يسير.
٥ ــ وفي مبادرة هؤلاء الناس إلى الإسلام دلالة على صدق النبي ﷺ، فقد كانوا أقرب الناس إليه وأعرفهم بحاله فبادروا إلى تصديقه.
٦ ــ وفي قول خديجة للنبي ﷺ: "كلا والله لا يخزيك الله أبدًا، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكلّ .. " دليل على أن التحلي بمكارم الأخلاق سبب في وقاية المرء من مصارع السوء ووقوع المكاره (^٣).
فتور الوحي عنه ﷺ:
قال المصنف: «ثم مكَثَ رسُولُ الله ﷺ مَا شَاءَ أنْ يَمكُثَ لَا يَرَى شيئًا، وفَتَرَ عنهُ الوحيُ، فاغتمَّ لذلكَ، وذهبَ مرارًا ليتردّى من رُؤوس الجبَالِ، وذلك مِنْ شوْقه إلى مَا رأى أولَ مرَّةٍ، ومِن حَلاوةِ ما شاهدَه من وحي الله إليهِ، ثم تبدَّى له الملَكُ بين السَّماءِ والأرضِ على كرسيّ، وثبَّته، وبشَّره بأنه رسُولُ الله حقًا، فلمَّا رآه
_________
(^١) سيرة ابن إسحاق ص ١٤٠.
(^٢) الدرر في اختصار المغازي والسير ص ٣٨.
(^٣) دراسات في السيرة النبوية ص ٥٢.
1 / 44