الحلة السيراء

ابن الأبار ت. 658 هجري
44

الحلة السيراء

محقق

الدكتور حسين مؤنس

الناشر

دار المعارف

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٩٨٥م

مكان النشر

القاهرة

خادمه الْمُسَمّى يزنت ظنا مِنْهُ أَنه لهج فِي مَنْطِقه فصاح بِهِ وزجره وَفِي رِوَايَة أُخْرَى فَكَأَن الْخَادِم شكّ فِي طلبته واتهم سَمعه فتوقف عَن المضى لأَمره فصاح بِهِ الحكم أَنطلق يَا ابْن اللخناء فَعجل فَجَاءَهُ بالقارورة فأفرغها على رَأسه ولحيته وَلم يملك الْخَادِم نَفسه أَن قَالَ لَهُ وأية سَاعَة طيب هَذِه يَا مولَايَ فتستعمله وَقد ترى مَا نَحن فِيهِ فَقَالَ لَهُ أسكت لَا أم لَك من أَيْن يعرف قَاتل الحكم رَأسه من رَأس غَيره إِذا هُوَ مذه إِن لم يفرق الطّيب بَينهمَا ثمَّ أستلأم للحرب وَأمر بتفريق السِّلَاح وَالْخَيْل على أجناده وأنهضهم لقِتَال من جاش بِهِ بعد أَن كتبهمْ كتائب قَود عَلَيْهَا كبارًا من قواده وَأهل بَيته فأنهزمت الْعَامَّة بعد قتال شَدِيد وَلم تكن لأحد مِنْهُم كرة وَكَانُوا كالدبا كَثْرَة قَالَ وَلم ينل الحكم بعد وقيعة الربض حلاوة الْعَيْش وأمتحن بعلة صعبة طاولته أَرْبَعَة أَعْوَام قلت غربه وأطالت ضناه وأحتجب فِيهَا آخر مدَّته وأستناب وَلَده عبد الرَّحْمَن فِي تَدْبِير ملكه فَمَاتَ على تَوْبَة من ذنُوبه وَنَدم على

1 / 46