وتشديد هاؤهما بمعنى واحد يعنى يجعل قلبه ضيقا حتى لا يدخله الايمان كانما يصعد قرىء يصعد ويصاعد
ويصعد يعني يشق عليه الايمان ويمتنع ويضيق عنه قلبه ويصعب عليه الايمان كما يصعب صعود السماء على الانسان (كذلك يجعل الله الرجس أي العذاب وقيل أي الشيطان وقيل يسلط الشيطان على اهل الطغيان
وقوله (فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا تقديره فلا تعجبك اموالهم ولا اولادهم في الحياة الدنيا انما يريد الله ليعذبهم بها في الآخرة وقيل ليعذبهم في الدنيا باخذ الزكاة والصدقة والمؤنة والنفقة وكثرة المصائب والتعب والنوائب وتزهق أنفسهم تخرج أرواحهم على الكفر والنفاق والشقاق قوله (وإن يمسسك الله بضر أي يصبك الله ببلاء وشدة (فلا كاشف له فلا دافع له (إلا هو وإن يردك بخير) برخاء ونعمة (فلا راد لفضله) فلا مانع لرزقه (يصيب به بكل واحد من الخير والشر والنفع والضر (من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم) قوله (ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة على ملة واحدة وهي ملة الاسلام (ولكن ليبلوكم) ليختبركم وهو اعلم فيما آتاكم من الكتب وبين لكم من الملل ليظهر المطيع من العاصي والقريب من القاضي فاستبقوا الخيرات فبادروا الى الطاعات وسارعوا الى الأعمال الصالحات
قوله (ولا يزالون مختلفين) على أديان شتى (إلا من رحم ربك فهداهم (ولذلك خلقهم) وللاختلاف خلقهم وقيل للرحمة خلقهم وقيل لهما
قوله (أفلم ييأس الذين آمنوا) أي أفلم يعلم الخ (أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعا
قوله (وعلى الله قصد السبيل يعني عليه بيان طريق الحق (ومنها جائر) ومن السبيل جائر عن الاستقامة (ولو شاء لهداكم أجمعين وقوله (لئلا يعلم أهل الكتاب ألا
صفحة ١٦