خطبة المؤلف
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الشيخ الامام الاستاذ الأجل العالم العامل الفاضل الكامل السالك الناسك المحقق المجتهد بدر الملة والدين حجة الإسلام والمسلمين وارث الأنبياء والمرسلين امام الأئمة قدوة الأمة ناصر السنة قامع البدعة معين الشريعة سيد المفسرين ملك المحدثين عمان المعاني نعمان الثاني أبو الفضائل احمد بن محمد بن المظفر بن المختار الرازي متع الله المسلمين بطول بقائه
الحمد لله الذي جعلني ممن عنده علم الكتاب ولم يجعلني من اهل الزيغ والارتياب والصلاة على محمد الشفيع يوم الحساب وعلى جميع الآل والاصحاب أرباب الألباب واهل الكتيبة والكتاب والمحراب والحراب وبعد فان الله عز وجل انزل الكتاب الكريم والقرآن العظيم تذكرة وهدى للمؤمنين وتبصرة وبشرى للمحسنين وأمرنا بالتفكر في آياته والتدبر فيي كلماته فقال (أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا وقال (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها) وقال (أفلم يدبروا القول وقال (كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب وفي الحديث (اذا التبست
صفحة ٣
عليكم الأمور كقطع الليل المظلم فعليكم بالقرآن فانه شافع مشفع وشاهد مصدق فمن جعله امامه قاده الى الجنة ومن جعله خلفه ساقه الى النار وهو اوضح دليل الى خير سبيل من قال به صدق ومن عمل به أجر ومن حكم به عدل) فغصت في لحجه وتدبرت في حججه عملا بالكتاب والسنة وطمعا في الثواب والجنة
(وليس كل قانص وغايص ... يظفر باللأي وباللآلي)
(ولكن تأخذ الآذان منه ... على قدر القرائح والفهوم)
فاستخرجت منه حجج كل طائفة على اختلاف نحلهم وآرائهم وافتراق مللهم واهوائهم وأصلهم ثمان فرق الجبرية وفي مقابلتها القدرية والمرجئة وفي مقابلتها الوعيدية والصفاتية وفي مقابلتها الجهمية والشيعة وفي مقابلتها الخوارج ومن هذه الفرق الثمان تشعبت الفرق الثلاث والسبعون وما من فرقة الا ولها حجة من الكتاب وما من طائفة الا وفيها علماء نحارير فضلاء لهم في عقائدهم مصنفات وفي قواعدهم مؤلفات وكل منهم يؤول دليل صاحبه على حسب عقيدته ووفق مذهبه وما منهم من احد الا ويعتقد انه هو المحق السعيد وان مخالفه لفي ضلال بعيد (كل حزب بما لديهم فرحون) وليس قصدنا بيان معقولات المتكلمين من المتأخرين والمتقدمين ولكن القصد ان نذكر في هذا الكتاب جميع حجج القرآن بطريق الاستيعاب ثم نذكر حجج الحديث لكل قوم من القديم والحديث لكيلا يعجل طاعن بطعنه في فرقه ولا يغلو قادح بقدحه في طائفة ويعلم ان هذه الادلة ما تعارضت الا ليقضي الله امرا كان مفعولا من افتراق هذه الأمة على الثلاث والسبعين تصديقا لقول رسول الله
صفحة ٤
ستفترق أمتي ثلاثا وسبعين فرقة الحديث وقوله تعالى (وعلى الله قصد السبيل ومنها جائر ولو شاء لهداكم أجمعين) فذكرت الحجج قاطبة ولم أفتح أقفالها ولم أسم إغفالها على مذهب أصحاب الظواهر وفيما ذكرنا مقنع وفي مجال المعقولات متسع فأما من قال بان كلام ابي علي وأبي هاشم حجة وكلام الله ورسوله ليس بحجة فما اجهله من جاسر وأجرأه من خاسر اتخذ الاسلام وراءه ظهريا وكاد يكون زنديقا دهريا جعل الدين دبر أذنه وافتات على الشرع بغير اذنه أعاذنا الله من الافتراق عن سواء السبيل واختراق مرامي القرآن بلا دليل ورتبت الكتاب على ثلاثين بابا
(الباب الأول) في حجج اهل التوحيد على وحدانية الله من القرآن المجيد
(الباب الثاني) في حجج الجبرية وهو مشتمل على فصول
الفصل الأول في الارادة والمشيئة
الفصل الثاني في تفسير تلك الآيات
الفصل الثالث في نفي الهداية
الفصل الرابع في اثبات الضلالة
الفصل الخامس في تقليب القلوب
الفصل السادس في الإغواء والاغراء
الفصل السابع في الكتابة
الفصل الثامن في تفسير تلك الآيات
الفصل التاسع في الأذن
الفصل العاشر في الخلق
الفصل الحادي عشر في القدر
صفحة ٥
الفصل الثاني عشر في تفسير تلك الآيات
الفصل الثالث عشر في ان الكل من الله وليس الى المخلوق شيء
الفصل الرابع عشر في تفسير تلك الآيات
الفصل الخامس عشر في الاحاديث التي وردت في هذا المعنى
(الباب الثالث) في حجج القدرية وهو مشتمل على فصول
الفصل الأول في الارادة
الفصل الثاني في المشيئة
الفصل الثالث في نفي الهداية والضلالة
الفصل الرابع في ان الكفر والمعاصي بإزلال الشيطان
الفصل الخامس في اضافة الظلم اليهم ونفيه عن الله تعالى
الفصل السادس في إضافة الفعل الى الكفار
الفصل السابع في اضافة الفعل الى نفس العبد
الفصل الثامن في تأثير فعل العبد
الفصل التاسع في حجج القدرية أيضا
الفصل العاشر في الاحاديث التي وردت في هذا المعنى
(الباب الرابع) في حجج المرجئة وهو مشتمل على فصول
الفصل الأول في ان مرتكب الكبائر مؤمن مسلم
الفصل الثاني في ان مرتكب الكبيرة يستحق المغفرة
الفصل الثالث في ان مرتكب الكبيرة يستحق الرحمة
الفصل الرابع في ان مرتكب الكبيرة يستحق الجنة
الفصل الخامس في ان مرتكب الكبيرة داخل في دعاء الملائكة والأنبياء
الفصل السادس في ان مرتكب الكبيرة لا يستحق الوعيد وأن المستحق
صفحة ٦
له هو الكافر
الفصل السابع في ان مرتكب الكبيرة يستحق الوعد
الفصل الثامن في أن مرتكب الكبيرة ليس للشيطان عليه سلطان
الفصل التاسع في الرجاء وحجة من قال ان الله لا ينزع الايمان من المؤمن
الفصل العاشر في الأحاديث التي وردت في هذا الباب
(الباب الخامس) في حجج الوعيدية وهو مشتمل على فصول
الفصل الاول في ان مرتكب الكبيرة ليس بمؤمن
الفصل الثاني في ان مرتكب الكبيرة يستحق الوعيد
الفصل الثالث في ان مرتكب الكبيرة يستحق النار والعذاب
الفصل الرابع في ان مرتكب الكبيرة يستحق الوعيد على التأبيد
الفصل الخامس في الاحاديث التي وردت في هذا الباب
الباب السادس في حجج الصفاتية وهو مشتمل على فصول
الفصل الاول في حجج المثبتين للجهة
الفصل الثاني في ذكر الوجه
الفصل الثالث في ذكر العين
الفصل الرابع في ذكر اليد
الفصل الخامس في سائر الصفات
الفصل السادس في الاحاديث الواردة في هذا الباب
(الباب السابع) في حجج الجهمية وهو مشتمل على فصول
الفصل الأول في حجج القائلين بنفي الجهة المعينة
الفصل الثاني في حجج القائلين بالقرب الذاتي
الفصل الثالث في حجج القائلين بانه مع كل أحد ذاتا
صفحة ٧
الفصل الرابع في حجج القائلين بانه تعالى في كل مكان
(الباب الثامن) في حجج الشيعة وهو مشتمل على فصول
الفصل الاول في حجج القائلين بأن اجماع الصحابة ليس بحجة
الفصل الثاني في حجج القائلين بإمامة علي بن أبي طالب
الفصل الثالث في حجج القائلين منهم ببطلان خلافة أبي بكر وصاحبيه
(الباب التاسع) في حجج القائلين بالاجماع وهو مشتمل على فصول
الفصل الأول في بيان ان الاجماع حجة
الفصل الثاني في حجج القائلين بفضل الصحابة رضوان الله عليهم
الفصل الثالث في حجج القائلين بصحة خلافة الثلاثة
الفصل الرابع في الاحاديث الواردة في هذا الباب
(الباب العاشر) في حجج الخوارج وهو مشتمل على فصول
الفصل الاول في حجج القائلين منهم ببطلان تحكيم الحكم
الفصل الثاني في حجج القائلين منهم بعدم وجوب الامامة
الفصل الثالث في حجج القائلين منهم بجواز الخروج على الامام
الفصل الرابع في حجج القائلين منهم بجواز الظلم على الأنبياء عليهم السلام
الفصل الخامس في حجج القائلين منهم بجواز الكفر على الانبياء عليهم السلام
الفصل السادس في حجج القائلين بجواز المعاصي على الانبياء عليهم السلام
الفصل السابع في حجج من يجوز سبيل الشيطان على الانبياء
الفصل الثامن في حجج القائلين بجواز الخوف من غير الله على الأنبياء
الفصل التاسع في حجج القائلين بجواز القتل على الانبياء
الفصل العاشر في حجج القائلين انه يجوز عليهم ما يجوز على غيرهم
(الباب الحادي) عشر في حجج القائلين بان القرآن كلام الله غير مخلوق
صفحة ٨
وهو مشتمل على فصول
الفصل الاول في حجج القائلين بان كلام الله تعالى حرف وصوت
الفصل الثاني في حجج القائلين بأن المسموع عين كلام الله لا العبارة عن الكلام
الفصل الثالث في حجج القائلين بقدم القرآن
(الباب الثاني عشر) في حجج القائلين بخلق القرآن وهو مشتمل على فصول
الفصل الاول في الخلق
الفصل الثاني في الجعل
الفصل الثالث في الحدوث
الفصل الرابع أيضا في ذلك المعنى
(الباب الثالث عشر) في حجج القائلين برؤية الله تعالى في الجنة جوازا ووقوعا وهو مشتمل على فصول
الفصل الاول في اللقاء
الفصل الثاني في النظر والرؤية
(الباب الرابع عشر) في حجج القائلين بنفي الرؤية
(الباب الخامس عشر) في حجج القائلين بأن الإيمان قول وعمل وعقد بالقلب
(الباب السادس عشر) في حجج القائلين بأن الايمان قول بلا عمل ولا نية
(الباب السابع عشر) في حجج القائلين بان الايمان هو التصديق
(الباب الثامن عشر) في حجج القائلين بان الايمان والاسلام واحد
(الباب التاسع عشر) في حجج القائلين بان الايمان والاسلام متغايران
(الباب العشرون) في حجج القائلين بان الايمان يزيد وينقص
(الباب الحادي والعشرون) في حجج القائلين بان الرضا بالكفر لا يكون كفرا
صفحة ٩
(الباب الثاني والعشرون) في حجج القائلين بان الجنة جزاء الاعمال
(الباب الثالث والعشرون) في حجج القائلين بان الجنة للمؤمنين فضلا وعطاء
(الباب الرابع والعشرون) في حجج القائلين بجواز تكليف ما لا يطاق
(الباب الخامس والعشرون) في حجج القائلين بان تكليف ما لا يطاق غير جائز
(الباب السادس والعشرون) في حجج المسلمين في البعث والنشور
(الباب السابع والعشرون) في حجج القائلين بكون الجنة والنار مخلوقتين اليوم
فصل في حجة من قال بفناء الجنة والنار
فصل في حجة من قال بالخلود
فصل في من قال ان المؤبد يكون موقتا
فصل في حجة من قال بنفي الشفاعة وحجة من قال بالشفاعة
(الباب الثامن والعشرون) في حجج القائلين بفناء العالم
فصل في حجج القائلين بعذاب القبر
فصل في من قال بنفي عذاب القبر ومن قال الانبياء لا يدخلون النار وحجة من قال يدخلون
(الباب التاسع والعشرون) في مسائل شتى وهو مشتمل على فصول
الفصل الاول في حجج القائلين بعذاب القبر ومن قال بنفي العذاب
الفصل الثاني في حجة من قال المعارف سمعية وحجة من قال عقلية
الفصل الثالث في حجة من قال المقتول ميت بأجله ومن قال مقطوع عليه أجله وفي حجة من قال الجدل مكروه ومن قال بجوازه وحجة من قال باعتبار النسب ومن لم يعتبره
الفصل الرابع في حجة من قال ان آباء الانبياء مؤمنون
صفحة ١٠
الفصل الخامس في حجة من قال الملائكة خير من بني آدم وحجة من قال الأنبياء أفضل من الملائكة
الفصل السادس في حجة من قال الاسم والمسمى واحد وحجة من قال الاسم والمسمى متغايران
الفصل السابع حجة من قال المعدوم شيء وحجة من قال المعدوم ليس بشيء
الفصل الثامن في حجة من قال التوسع في الكلام جائز
الفصل التاسع في حجة من قال لعل من الله واجب وحجة من قال ليس بواجب وحجة من قال اثبات الثابت ليس بمحال
الفصل العاشر في حجة من قال المطلق لا ينصرف الى الكامل وحجة من قال المطلق لا يحمل على المقيد وحجة من قال لا يجوز الاجماع على خلاف الكتاب والسنة وحجة من قال السحر خيال وحجة من قال ذات الله تعالى غير معلوم
حجة من قال بجواز الاستكثار بغير الله عز وجل
حجة من قال محمد صلى الله عليه وسلم أفضل الأنبياء
حجة من قال لا تفاضل بينهم
حجة من قال يتفاضل بينهم
حجة من قال الاجتهاد والقياس حق
حجة من قال بأن الاجتهاد باطل
حجة من قال المظالم ترتفع بالتوبة
حجة من قال هذه القردة والخنازير من نسل اولئك الممسوخين
حجة من قال الواو ليست للترتيب
(الباب الثلاثون) في حجج القائلين بفضل الغنى على الفقر وهو مشتمل على فصول
صفحة ١١
الفصل الاول في ان الله تعالى سمى المال فضل الله
الفصل الثاني في ان الله تعالى سمى المال خيرا
الفصل الثالث في ان الله تعالى سمى المال حسنة
الفصل الرابع في ان الله تعالى سمى المال رحمة
الفصل الخامس في ان الله تعالى امر بحفظ المال ونهى عن اتلافه
الفصل السادس في ان الله تعالى جعل المال جزاء الأعمال
الفصل السابع في ان الصحابة كانوا يحبون المال وان الله تعالى من على نبيه بالمال
الفصل الثامن في الاحاديث الواردة في هذا الباب
الفصل التاسع في حجج القائلين بفضل الفقر على الغنى
الفصل العاشر في الاحاديث الواردة في هذا الباب - صلى الله عليه وسلم - الباب الأول - صلى الله عليه وسلم -
في حجج أهل التوحيد على وحدانية الله عز وجل من القرآن المجيد وذلك في ثلاثة مواضع في سورة الانبياء (لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون وفي سورة قد أفلح (ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون وفي سورة بني إسرائيل (قل لو كان معه آلهة كما يقولون إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا
يقول ان الملوك اذا تزاحموا في الملك تخاصموا يقصد كل واحد منهم صاحبه الذي ينازعه فيمانعه ويدافعه فلو كان مع الله آلهة بزعمكم لقصدوه قبيلا قبيلا ولطلبوا الى ذي العرش سبيلا تعالى الله عن ذلك عظيما
صفحة ١٢
جليلا وعلى هذا معنى الآيتين الاخريين - صلى الله عليه وسلم - الباب الثاني - صلى الله عليه وسلم -
في حجج الجبرية وهو مشتمل على فصول
الفصل الأول في الارادة والمشيئة
وهما واحد وهي صفة قديمة تقتضي تخصيص الحوادث بوجه دون وجه ووقت دون وقت
اما الارادة ففي خمسة عشر موضعا في آل عمران (يريد الله ألا يجعل لهم حظا في الآخرة ولهم عذاب عظيم) وفي بني إسرائيل (وإذ قلنا لك إن ربك أحاط بالناس) وفي المائدة (ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم) وفي الانعام (فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون وفي التوبة (فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون وفيها (ولا تعجبك أموالهم وأولادهم إنما يريد الله أن يعذبهم بها في الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون) وفي يونس (وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم) وفي هود (إن كان الله يريد أن يغويكم هو ربكم وإليه ترجعون) وفي الرعد (وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له وما لهم من دونه من وال وفي الاحزاب (قل من ذا الذي يعصمكم من الله إن أراد بكم سوءا أو أراد بكم رحمة ولا يجدون لهم من دون الله وليا ولا نصيرا) وفي البقرة (ولكن الله يفعل ما يريد) وفي الفتح (قل
صفحة ١٣
فمن يملك لكم من الله شيئا إن أراد بكم ضرا أو أراد بكم نفعا بل كان الله بما تعملون خبيرا
واما المشيئة ففي ستة وعشرين موضعا في البقرة (ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم) وفيها (ولو شاء الله ما اقتتلوا وفي المائدة (ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم في ما آتاكم وفي الانعام (ولو شاء الله لجمعهم على الهدى فلا تكونن من الجاهلين) وفيها (ولو شاء الله ما أشركوا ولو شاء الله ما فعلوه) وفي النحل (ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن يضل من يشاء ويهدي من يشاء وفي حمعسق (ولو شاء الله لجعلهم أمة واحدة ولكن يدخل من يشاء في رحمته وفي يونس (ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون) وفي هود (ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم) وفي الرعد (أفلم ييأس الذين آمنوا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعا) وفي النحل (وعلى الله قصد السبيل ومنها جائر ولو شاء لهداكم أجمعين وفي السجدة (ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين) وفي الشعراء (إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين) وفي حمعسق (فإن يشأ الله يختم على قلبك وفي الحديد (لئلا يعلم أهل الكتاب ألا يقدرون على شيء من فضل الله وأن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم) وفي المدثر (وما يذكرون إلا أن يشاء الله وفي (هل أتى على الإنسان وما تشاؤن الا ان يشاء الله ان الله كان عليما حكيما) وفي
صفحة ١٤
(إذا الشمس كورت وما تشاؤن الا ان يشاء الله رب العالمين) وفي الاعراف (وما يكون لنا أن نعود فيها إلا أن يشاء الله ربنا وفي الانعام (ولا أخاف ما تشركون به إلا أن يشاء ربي شيئا وفيها (ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله ولكن أكثرهم يجهلون) وفيها (وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون وفيها (قل فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين وفي الاعراف (قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله وفي يونس (قل لا أملك لنفسي ضرا ولا نفعا إلا ما شاء الله وفيها (قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا أدراكم به فقد لبثت فيكم عمرا من قبله أفلا تعقلون
الفصل الثاني في تفسير هذه الآيات وما أشكل فيها من الكلمات
قوله (يريد الله ألا يجعل لهم حظا في الآخرة أي نصيبا في ثواب الآخرة فلذلك خذلهم حتى سارعوا في الكفر
قوله (وإذ قلنا لك إن ربك أحاط بالناس أي علما وإرادة فهم في قبضته لا يقدرون على الخروج من مشيئته وإرادته وهو مانعك منهم وحافظك فلا تهبهم في تبليغ الرسالة ولا تخفهم في اقامة الدلالة
وقوله (ومن يرد الله فتنته أي كفره وضلالته كقوله (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة أي كفر (فلن تملك له من الله شيئا فلا تقدر على نفعه وصرف الكفر ودفعه قوله (فمن يرد الله ان يهديه يشرح صدره للإسلام) أي يوسع قلبه وينوره ليقبل الاسلام (ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا قرىء بتخفيف الياء
صفحة ١٥
وتشديد هاؤهما بمعنى واحد يعنى يجعل قلبه ضيقا حتى لا يدخله الايمان كانما يصعد قرىء يصعد ويصاعد
ويصعد يعني يشق عليه الايمان ويمتنع ويضيق عنه قلبه ويصعب عليه الايمان كما يصعب صعود السماء على الانسان (كذلك يجعل الله الرجس أي العذاب وقيل أي الشيطان وقيل يسلط الشيطان على اهل الطغيان
وقوله (فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا تقديره فلا تعجبك اموالهم ولا اولادهم في الحياة الدنيا انما يريد الله ليعذبهم بها في الآخرة وقيل ليعذبهم في الدنيا باخذ الزكاة والصدقة والمؤنة والنفقة وكثرة المصائب والتعب والنوائب وتزهق أنفسهم تخرج أرواحهم على الكفر والنفاق والشقاق قوله (وإن يمسسك الله بضر أي يصبك الله ببلاء وشدة (فلا كاشف له فلا دافع له (إلا هو وإن يردك بخير) برخاء ونعمة (فلا راد لفضله) فلا مانع لرزقه (يصيب به بكل واحد من الخير والشر والنفع والضر (من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم) قوله (ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة على ملة واحدة وهي ملة الاسلام (ولكن ليبلوكم) ليختبركم وهو اعلم فيما آتاكم من الكتب وبين لكم من الملل ليظهر المطيع من العاصي والقريب من القاضي فاستبقوا الخيرات فبادروا الى الطاعات وسارعوا الى الأعمال الصالحات
قوله (ولا يزالون مختلفين) على أديان شتى (إلا من رحم ربك فهداهم (ولذلك خلقهم) وللاختلاف خلقهم وقيل للرحمة خلقهم وقيل لهما
قوله (أفلم ييأس الذين آمنوا) أي أفلم يعلم الخ (أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعا
قوله (وعلى الله قصد السبيل يعني عليه بيان طريق الحق (ومنها جائر) ومن السبيل جائر عن الاستقامة (ولو شاء لهداكم أجمعين وقوله (لئلا يعلم أهل الكتاب ألا
صفحة ١٦
يقدرون على شيء من فضل الله تقديره ان الحال والشان أنهم لا يقدرون على شيء من فضل الله قوله (وكلمهم الموتى) فشهدوا لك بالنبوة (وحشرنا عليهم كل شيء قبلا أي معاينة وقبلا أي ضمناء وكفلاء فوجا فوجا (ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله) قوله (وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا أي أعداء شياطين الانس والجن والشيطان العاتي المتمرد من كل شيء (يوحي بعضهم إلى بعض) أي يلقي (زخرف القول غرورا وهو القول المموه بالباطل (ولو شاء ربك ما فعلوه
الفصل الثالث نفي الله الهداية في عشرين موضعا
منها في ثلاثة مواضع (الله لا يهدي القوم الكافرين) وفي سبعة مواضع (الله لا يهدي القوم الظالمين وفي ثلاثة مواضع (الله لا يهدي القوم الفاسقين والباقي في عبارات مختلفة في البقرة (والله لا يهدي القوم الكافرين) وفي التوبة (زين لهم سوء أعمالهم والله لا يهدي القوم الكافرين وفي النحل (وأن الله لا يهدي القوم الكافرين وفي الانعام (إن الله لا يهدي القوم الظالمين وفي التوبة (والله لا يهدي القوم الظالمين وفيها (والله لا يهدي القوم الظالمين) وفي آل عمران (والله لا يهدي القوم الظالمين وفي القصص (ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله إن الله لا يهدي القوم الظالمين) وفي الصف (والله لا يهدي القوم الظالمين وفي الجمعة (والله لا يهدي القوم الظالمين وفي التوبة (والله لا يهدي القوم الفاسقين) وفيها (والله لا يهدي القوم الفاسقين وفي المنافقين (إن الله لا يهدي القوم الفاسقين وفي آل عمران (كيف يهدي الله قوما
صفحة ١٧
كفروا بعد إيمانهم وفي النساء (لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلا وفي النحل (إن تحرص على هداهم فإن الله لا يهدي من يضل وما لهم من ناصرين وفيها (الذين لا يؤمنون بآيات الله لا يهديهم الله ولهم عذاب أليم) وفي الزمر (إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار وفي الاعراف (وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله وفي ابراهيم (قالوا لو هدانا الله لهديناكم
الفصل الرابع في اثبات الضلالة
أثبت الله الاضلال في اثنين وثلاثين موضعا في البقرة (يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا وفيها (وما يضل به إلا الفاسقين وفي النساء (أتريدون أن تهدوا من أضل الله ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا) وفيها (ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا وفي الانعام (من يشإ الله يضلله ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم وفيها (ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا وفي الاعراف (فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة وفيها (إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء وفيها (من يهد الله فهو المهتدي ومن يضلل فأولئك هم الخاسرون) وفيها (من يضلل الله فلا هادي له ويذرهم في طغيانهم يعمهون وفي الرعد (قل إن الله يضل من يشاء ويهدي إليه من أناب) وفيها (ومن يضلل الله فما له من هاد) وفي ابراهيم (فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاء وهو العزيز الحكيم وفيها (ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء وفي النحل (فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة وفيها (فإن الله لا يهدي من يضل وفيها (ولكن يضل من يشاء وفي بني إسرائيل
صفحة ١٨
(ومن يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد لهم أولياء من دونه) وفي الكهف (من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا وفي الروم (فمن يهدي من أضل الله وما لهم من ناصرين وفي الملائكة (أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء وفي التوبة (وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون) وفي الزمر (ذلك هدى الله يهدي به من يشاء ومن يضلل الله فما له من هاد وفيها ويخوفونك بالذين من دونه ومن يضلل الله فما له من هاد ومن يهد الله فما له من مضل أليس الله بعزيز ذي انتقام وفي حم المؤمن (ومن يضلل الله فما له من هاد وفيها (كذلك يضل الله من هو مسرف مرتاب وفيها (كذلك يضل الله الكافرين وفي حمعسق (ومن يضلل الله فما له من ولي من بعده ومن يضلل الله فما له من سبيل أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون ) وفي المدثر (كذلك يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء
الفصل الخامس في تقلب القلوب
وذلك في ستة وثلاثين موضعا في البقرة (ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم وفي آل عمران (ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وفي المائدة (وجعلنا قلوبهم قاسية وفي النساء (وقولهم قلوبنا غلف بل طبع الله عليها بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا وفي الانعام (ومنهم من يستمع إليك وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها وفيها (قل أرأيتم إن
صفحة ١٩
أخذ الله سمعكم وأبصاركم وختم على قلوبكم من إله غير الله يأتيكم به) وفيها (ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون) وفي الاعراف (ونطبع على قلوبهم فهم لا يسمعون وفيها (كذلك يطبع الله على قلوب الكافرين وفي التوبة (وطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون وفيها (وطبع الله على قلوبهم فهم لا يعلمون) وفي آل عمران (ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم وفيها (سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب) وفي الانفال (سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب) وفي يونس (واشدد على قلوبهم وفي الاحزاب (وقذف في قلوبهم الرعب وفي محمد صلى الله عليه وسلم (أم على قلوب أقفالها وفي الحديد (وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة) وفي الحشر (ولا تجعل في قلوبنا غلا وفي يونس (فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا به من قبل كذلك نطبع على قلوب المعتدين وفي النحل (أولئك الذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم) وفي بني اسرائيل (وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه) الآية وفي الكهف (ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا وفي الانفال (يحول بين المرء وقلبه وفي التوبة (صرف الله قلوبهم وفي الانعام (ولتصغى إليه أفئدة الذين لا يؤمنون وفي الكهف (إنا جعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذا أبدا وفي الحجر (كذلك نسلكه في قلوب المجرمين لا يؤمنون به وفي الصف (فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم وفي الشعراء (كذلك سلكناه في قلوب المجرمين لا يؤمنون به يعني ندخل الكفر في قلوبهم وفي الروم (كذلك يطبع الله على قلوب الذين لا يعلمون) وفي حمم المؤمن (كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار وفي حمعسق (فإن يشأ الله
صفحة ٢٠
يختم على قلبك وفي الجاثية (وختم على سمعه وقلبه) وفي سورة محمد صلى الله عليه وسلم (أولئك الذين طبع الله على قلوبهم) فالطبع هو الختم
الفصل السادس في الاغواء والاغراء
وذلك في عشرة مواضع في المائدة (فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة وفيها (وألقينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة وفي الانعام (وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن وفيها (وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها وفيها (وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون وفي الاعراف (قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم وفي هود (إن كان الله يريد أن يغويكم هو ربكم وإليه ترجعون) وفي الحجر (قال رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين) وفي الفرقان (جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين) وفي حم السجدة (وقيضنا لهم قرناء فزينوا لهم
الفصل السابع في الكتابة
وذلك في خمسة عشر موضعا في الانعام (ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين وفي الاعراف (أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب) وفي الأنفال (لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم وفي يونس (وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين وفي هود (ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين) وفي الرعد (لكل أجل كتاب
صفحة ٢١
وفي التوبة (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا) وفي الحجر (وما أهلكنا من قرية إلا ولها كتاب معلوم وفي بني اسرائيل (كان ذلك في الكتاب مسطورا وفي النمل (وما من غائبة في السماء والأرض إلا في كتاب مبين) وفي الفرقان (كان ذلك في الكتاب مسطورا) وفي سبأ (لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين وفي يس (وكل شيء أحصيناه في إمام مبين) وفي اقتربت الساعة (وكل شيء فعلوه في الزبر وكل صغير وكبير مستطر) وفي الحديد (ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها
الفصل الثامن في تفسير هذه الآيات
قوله (ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين قيل لا ماء ولا بر وقيل لسان المؤمن رطب بذكر الله ولسان الكافر يابس لا يتحرك بالذكر وفي الحديث ما من زرع على الارض ولا ثمار على الاشجار الا عليها مكتوب بسم الله الرحمن الرحيم رزق فلان بن فلان وذلك قوله (وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين) وقوله (أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب أي حظهم مما كتب لهم في اللوح المحفوظ أي ما سبق لهم من السعادة والشقاوة وما كتب عليهم من الخير والشر قوله (لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم) قال ابن عباس كانت الغنائم قبل النبي صلى الله عليه وسلم حراما على الانبياء والامم وكان قد كتب في اللوح المحفوظ أنها حلال لمحمد وامته فلما كان يوم بدر أخذوها أنزل الله عز وجل (لولا كتاب من الله
صفحة ٢٢