============================================================
ولا نستطيع ، اعتمادا على ما بين أيدينا من مصادر، أن تتتبع تاريخ حياته بالتفصيل . إنما الثابت هو أنه صحب أبا الفضل محمد بن العميد أبى عبدالله الحسين بن محمد، المعروف بابن العميد، الذى كان وزير ركن الدولة أبى على الحسن بن بويه الديلمى والدعضد الدولة، تولى له الوزارة فى سنة 328ه- 939، 940م . اذ يروى مسكويه عن نفسه (تجارب الأم،: 276/1) أنه صحب ابن العميد سبع سنين لازمه فيها ليلا ونهارا، إذ اتخذه أبو الفضل اين العميد خازنا لكتبه، فقام على هذا العمل خير قيام، حى إنه أنقذ خزاثة كتبه حينما هجمت الخراساتية على دار الأستاذ الرييس ابن العميد وقامت " يهب داره واصطبلاته وخزائنه - وكانت موفورة جامتة - إلى أن أتى الليل وانصرفوا وكان إلى خزانة كتبه، فسلمت من بين خزاثته ولم يتعرض لها . قلما انصرف (أى ابن العميد) إلى منزله ليلا لم يجد فيه ما يجلس عليه ولا كوزأ واحدا يشرب فيه ماء، فأتفذ إليه ابن حمزة العلوى فرشا وآلة . واشتغل قلبه بدفاتره - ولم يكن شىء أعز عليه منها ، وكانت كثيرة فيها كل علم وكل نوع من أنواع الحكم والآداب، تحمل على مائة وقروزيادة - فلما رآنى سألنى عنها ، فقلت : هى حاها لم تمسها يد. فسرحى عنه وقال: أشهد أنك ميمون النقيبة * (224/2- 225). ومن هنا لقب باسم و الخحازن، ، أى خازن الكتب عمنت عل وذا داةدا وبالرغم مما يقوله التوحيدى (" الإمتاع والمؤانسة 35/1 س9 س) فلاشك أنه أفاد كثيرا : (أولا) أفاد الاطلاع على هذه الخزانة وهى موقورة كما قال، وهذا الاطلاع قد أفاده كل الفائدة فى كتابة التاريخ، وإن كان هذا الاطلاع عينه قد أثقله من حيث التفكير المستقل، مما قد يفسر ضعفه فى العلوم النظرية . (وثانيا) التعرف إلى شخصيات فكرية عظيمة كانت تحضر مجلس أبى الفضل اين العميد .
ويلوح أنه استمر فى خدمة ابن العميد حى وفاته (فى شهر المحرم بالرى، وقيل بيغداد سنة 360 ه/970 - راجع ابن خلكان /194، القاهرة سنة 1948)، ثم خدم من بعده اينه أبا الفتح على بن محمد بن العميد، الملقب ذا الكفايتين ؛ ومسكويه يذكر أنه كان " فى جملة السائرين من الرى فى صحبة أى الفتح ابن العميد* ("تجارب الأمم : 338/2) وذلك فى سنة 364 د .
(18
صفحة ٢٢