============================================================
وقد ظل أبو الفتح هذا وزيرا لركن الدولة الحسن بن بويه ، والد عضد الدولة ومؤيد الدولة ، وكان صاحب أصبهان والرى وعراق العجم ، بقى فى الملك خمسا وأربعين سنة إلى أن توفى بالقولنج (1) سنة 369 ه فى مدينة الرى ، وتولى بعده ابنه مؤيد الدولة ، وقد استوزر أبا الفتح أيضا . وليس ما يمنع من أن يكون مسكويه قد ظل فى خدمة أبى الفتح ابن العميد هذا إلى أن دالت دولته بتغير مؤيد الدولة عليه لأسباب عدد بعضها التعالبى فى " اليتيمة "(2) واتتهت حياته بالسجن ثم القتل فى عهد مؤيد الدولة (المتوفى سنة 373 ه بجرجان) ولعل مسكويه أن يكون قد لحق بخدمة عضد الدولة، أبي شجاع فناخسرو أكبر بى بويه، وقد ولى سلطنة فارس بعد عمه عماد الدولة، ثم استولى على العراق والحزيرة ، وكان أول من خوطب باسم " ملك " فى الإسلام ، وأول من خطب له على المنابر فى بغداد بعد الخحليقة، وقد توفى فى الثامن من شوال سنة 372ه ببغداد . إذ يذكر مسكويه ("نجارب الأم: 394/2)انه زككى طاشتم عند عضد الدولة، وذلك فى الموصل سنة 368ه . ولكنالا ندرى على وجه التحقيق ماذا كان عمله عند عضد الدولة، ولعله كان كاتبا فى حاشيته .
واستمر مسكويه يتتقل فى خدمة بنى بويه، وكان على صلة وثيقة خصوصا ببهاء الدولة(3) ، أبى نصر بن عضد الدولة بن ركن الدولة صاحب العراق وفارس المتوفى بأرجان فى جمادى الأولى سنة 403 ه/1012 م وقد حكم بضعا وعشرين سنة . بيد آن مرجوليوث(4) بعجب كيف يكون مسكويه وثيق الصلة يبهاء الدولة من دون أن يذكره أبو شجاع أو هلال ، وهما اللذان تحدثا بالتفصيل عن بهاء الدولة .
ويذكر الثعالبى عن مسكويه أنه مدح عميد الملك" بقصيدة " تفتن فيها، وهنأه باتفاق الأضحى والمهرجان فى يوم، وشكا سوء أثر الهرم وبلوغه (1) راجع * شنرات الذحب 55/3 ؛ ابن خلكان 389/8 - 390.
(4) الثعالى : * يتيمة الدهر": 16713، القاهرة سنة 4 193 (2) راجع الشعالبى " تتمة اليتيمة ص 96: طهران سنة 1353.
4) فى مقدمة نشرة ايمدروز ونشرته هو لكتاب تجارب الأمم، ص *، اكسورد سنةآ 1921 (19)
صفحة ٢٣