139

Hawadith Zaman

تصانيف

============================================================

ق بالذي لم تزل تجريك عادته على الجميل فمن عاداته الكرم وحكى لي رحمه الله، وكان والده متولي دمشق وشاد دواوينها مدة، قال: استتوب والدي بعض اللصوص ممن كان يخطف العمائم، قال : وبقي في خدمته بالباب، قال: فقلت له مرة: أشتهي تحكي لي أعجب ما جرى لك. فقال: اتفق انني خرجت ليلة فوقفت في مظلمة، فما استقر بي الوقوف إلا وقد خطفت عمامتي، قال : فمشيت إلى بيتي، وكان لي تخفيفة فتعممت بها، ورحت إلى مكان آخر، فما لحقت أقف إلا وقد خطفت. قال: فعدت إلى البيت وأخذت مقفعة امرأتي فتعممت بها والمرأة تخاصم وتحلف إن راحت مقنعتها تصبح تعرف الوالي، فأخذتها ورحت إلى مكان آخر، فخطفت المقنعة، فقلت: والله لا رحت الى البيت إلا بشيء، وخفت من المرأة، وكان وسطي مشدود(1) بمنديل فتركته على رأسي، وقلت في نفسي: قد دخل الليل وما بقي إلا سقاية جيرون فجئت ودخلتها، ووقفت أنتظر من يعبر، وإذا بإنسان قد دخل وعلى رأسه عمامة كبيرة الى غاية، فقلت في نفسي : هذه أخطفها. ثم إني تركته حتى عرفت أنه قد تمكن في القعود، وفتحت عليه الباب، وخطفت العمامة، /166/ وجريت جرية واحدة الى بيتي وافتقدتها فإذا هي العمامة والتخفيفة ومقنعة المرأة الذي (2) خطفت مني في تلك الليلة لا تزيد خيطا ولا تنقص خيط(3) وراحت ليلتي بلا فائدة لا ربحت ولاا خسرت. وكان أكثر فرحي برجوع مقنعة المرأة لأن عند أخذي منها المقنعة قالت لي : بتروح توديها إلى صبيتك . وحلفت بالله العظيم لأن راحت لا بد لها تتعاون علي عند الوالي وتعرفه حديني، فخفت منها عندما خطفت، وفرحت بعودها خلاف العمامتين ورجوعهما.

وأنشدني الشيخ عماد الدين المذكور، في شوال سنة أربع وثمانين وستمائة وقال: أنشدني الشيخ الفاضل الأديب شهاب الدين التلعفري لنفسه : أمرضتني وتخليني وتبعدني عدني وإلم تعدني باللقا عدني أقوم جهدي وحظي منك يقعدني شقي أنا وأنت تدري كيف تسعدني رحمه الله وإيانا.

[ابن البوري] 68 - وفيها في عصر يوم الجمعة سابع وعشرين ذي القعدة توفي القاضي (1) الصواب: "مشدوداه. (2) الصواب: "التي". (3) الصواب: "خيطا" .

صفحة ١٣٨