حاشية ثلاثة الأصول
الناشر
دار الزاحم
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٢٣هـ-٢٠٠٢م
تصانيف
يَرْجِعُونَ١﴾ [الزخرف:٢٦-٢٨]
وقوله:
١ أي: وجعل كلمة التوحيد، وهي: (لا إله إلا الله) باقية في نسله وذريته يقتدي به فيها من هداه. الله من ذريته (لعلّهم) أي: لعل أهل مكة وغيرهم (يرجعون) إلى دين إبراهيم الخليل. والكلمة هي: (لا إله إلا الله) بإجماع المفسرين، فعبر عن معنى (لا إله) بقوله: ﴿إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ﴾ . وعبّر عن معنى (إلا الله) بقوله: (إلا الذي فطرني) . فتبين أن معنى (لا إله إلا الله) هو: البراءة من عبادة كل ما سوى الله وإخلاص العبادة بجميع أنواعها لله كما تقدم. وبين تعالى معنى (لا إله إلا الله) في آيات كثيرة من كتابه يتعذر حصرها، كقوله ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ﴾ [الاسراء: من الآية٢٣]، وفي ﴿أَلَّا تَعْبُدُوا﴾ ما في معنى (لا إله)، وقوله (إلا إياه) هو الإثبات الذي أثبته (لا إله إلا الله)، إذ يعبر عن الشيء إلا بمعناه، فبهذا ونحوه تعرف أن معنى (لا إله إلا الله) النفي والإثبات، والولاء والبراء والتجريد والتفريد. وهذه
1 / 87