حاشية ثلاثة الأصول
الناشر
دار الزاحم
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٢٣هـ-٢٠٠٢م
تصانيف
لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ١ (٢٦) إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي٢ فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ٣ (٢٧) وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ
_________
١ أخبر تعالى عن عبده ورسوله وخليله إمام الحنفاء ووالد من بعده من الأنبياء أنه قال لأبيه آزر وقومه أهل بابل وملكهم النمرود- وكانوا يعبدون الأصنام-: ﴿إِنَّنِي بَرَا﴾ أي: بريء ﴿مِّمَّا تَعْبُدُونَ﴾ من الأوثان، وهذا في معنى (لا إله) .
٢ أي: ابتدأ خلقي وبرأني. وفيه معنى (إلا الله)، فدلت الآية على ما دلت عليه (لا إله إلا الله)، ولهذا يقال ل (لا) النافية للجنس عند النحاة: لام التبرئة، فالخليل ﵇ تبرأ من آلهتهم سوى الله، ولم يتبرأ من عبادة الله، بل استثنى من المعبودين ربه.
٣ أي: يرشدني لدينه القويم وصراطه المستقيم، وقد أمرنا تعالى أن نتأسى به، كما قال تعالى: ﴿قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ﴾ [الممتحنة: من الآية٤]
1 / 86