حاشية ثلاثة الأصول
الناشر
دار الزاحم
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٢٣هـ-٢٠٠٢م
تصانيف
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
_________
إلا الله: (لا معبود) أي: لا مألوه (بحق إلا الله) وحده دون كل ما سواه، بل كل مألوه سوى الله ﷿ فإلهيته أبطل الباطل وأضل الضلال، ففيها نفي الإلهية عن غير الله وإثباتها لله وحده، وسيقت لتوحيد الإلهية مطابقة، لا كما يقول بعض الجهلة: أن معناها: لا يخلق ولا يرزق إلا الله، ولا يدبر الأمر إلا الله، فإنها وإن دلت عليه بطريق التضمن فهي موضوعة لتوحيد الإلهية الذي هو إفراد الله بجميع أنواع العبادة، الذي أرسلت الرسل وأنزلت الكتب في تقريره وإيضاحه، وأما توحيد الربوبية فقد أقر به المشركون كأبي جهل وأضرابه، كما قال تعالى: ﴿قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ﴾ [يونس: من الآية٣١] أي: أنه الذي يفعل ذلك، ولم ينازعوا فيه ولا امتنعوا من الإقرار به، بل احتج تعالى عليهم بإقرارهم توحيد الربوبية على توحيد الإلهية،
1 / 81