حاشية ثلاثة الأصول
الناشر
دار الزاحم
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٢٣هـ-٢٠٠٢م
تصانيف
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
_________
فقال ﴿فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ﴾ [يونس: من الآية٣١] أي: الشرك به في عبادته، فإنهم يعرفون معناها، وأنها دلت على إفراد الله بالعبادة، ولهذا أنكروا أن يكون الله هو المعبود وحده، وقالوا: شتم آلهتنا، وقالوا: ﴿أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ﴾ [(صّ: ٥] بل يريدون أن يجعلوا بينهم وبين الله وسائط وشركاء في العبادة، فإن نفوسهم وإحساسهم امتزجت بالشرك وأنشأت عليه وألفته، فصاروا كالمريض الذي فسد مزاجه، فإذا أوتي بالطعام الحلو قال: هذا مر، وهو ليس بمر، ولكن الآفة من مزاجه الفاسد، بالنسبة إلى عقولهم الفاسدة، فكذلك النور والحق المبين الذي جاء عن النبي ﷺ هو عندهم وأمثالهم مر بالنسبة إلى مزاجاتهم، والمقصود: أنهم عرفوا أن مدلولها أن يكون المعبود هو الله وحده، وبهذا تعرف أن مدلول لا إله إلا الله مطابقةً: هو إفراد الله بالعبادة.
1 / 82