حاشية ثلاثة الأصول
الناشر
دار الزاحم
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٢٣هـ-٢٠٠٢م
تصانيف
قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿وَعَلَى اللهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ١﴾ [المائدة:٢٣]، وقوله: ﴿وَمَن يَتَوَكَّلْ
_________
الملك وهو على كل شيء قدير، وإذا كان كذلك فالمخلوق وإن كان له نوع قدرة فلا يعتمد عليه، ولو في ما أقدره الله عليه، بل يعتمد العبد على الله ﷿ وحده، فالتوكل عبادة قلبية، فإن اعتمد على غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله فذلك هو الشرك الأكبر، وإن اعتمد على الأحياء الحاضرين والسلاطين ونحوهم في ما أقدرهم الله عليه، من رزق أو دفع أذى ونحوه فهو نوع شرك أصغر، والمباح أن يوكل شخصا بالنيابة في التصرف في أمور دنياه، لكن لا يقول: توكلت عليه، بل وكّلته، فإنه ولو وكله فلا بد أن يتوكل في ذلك على الله ﷿ وحده.
١ فإخلاص التوكل على الله شرط في صحة الإيمان، ينتفي عند انتفائه، فإن تقديم المعمول وهو قوله ﴿وَعَلَى اللهِ﴾ على العامل وهو كلمة (توكلوا) يفيد الحصر، أي: عليه وحده ﴿فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾ لا على غيره، وهذه قاعدة العربية.
1 / 61