حاشية ثلاثة الأصول
الناشر
دار الزاحم
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٢٣هـ-٢٠٠٢م
تصانيف
وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ١﴾ [آل عمران:١٧٥]، وَدَلِيلُ الرجاء٢ قوله تعالى: ﴿فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ
_________
عباده إلا به. والخوف: مصدر خاف إذا فزع ووجل، لكن الخوف يتعلق بالمكروه، والفزع بما فجأ منه، وهو: انزعاج القلب بتوقع مكروه عاجل، والوجل من غير متعد، والخوف من متعد.
١ أول الآية: ﴿إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ﴾ يعظهم في صدوركم ويوهمكم أنهم ذوو بأس، فنهاكم أن تخافو أولياءه الذين خوفكم إياهم ﴿وَخَافُونِ﴾ في مخالفة أمري، وتوكلوا علي فإني كافيكم ﴿إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ جعله شرطًا في صحة الإيمان، فكما انه إذا دعا غير الله انتفى عنه الإيمان، فكذلك إذا خاف غير الله خوف السر، مثل أن يخاف أن يفعل شيئًا بسره، فإن الخوف أنواع منها: خوف السر، فإذا خاف من غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله فهو مشرك كافر.
٢ وأنه عبادة قبيلة من اجل العبادات، فصرفه لغير الله شرك اكبر، والرجاء بمعنى: التوقع والأمل ممدود.
1 / 59